لواء تحرير الجنوب: ديربي جديد يُشعل فتيل المواجهة بين طرابلس والرجمة”

بقلم ✍️: [اللواء المتقاعد صالح بن عيسى]

في تطور لافت قد يعيد خلط الأوراق على الساحة الليبية، كشفت مصادر خاصة لصحيفة “#ليبيا_تريبيون” عن تحركات عسكرية وسياسية متسارعة تستهدف الجنوب الليبي، بقيادة حكومة الوحدة الوطنية، وبتنسيق مباشر مع قيادات عسكرية وقبلية مؤثرة في المنطقة. هذه التحركات تفتح الباب أمام ما يمكن وصفه بـ”ديربي ليبي جديد”، لكن هذه المرة الوجهة إلى الجنوب، في مواجهة مفتوحة مع قوات القيادة العامة بقيادة المشير خليفة #حفتر.

تحرك غير عابر

الاجتماع الذي عقده رئيس أركان المنطقة الغربية محمد الحداد مع قيادات من قبيلة أولاد سليمان، وتكليف فرج بوعوينة بتجهيز قوة لطرد #حفتر من الجنوب، لا يمكن قراءته بمعزل عن سلسلة اجتماعات أخرى سبقت هذا اللقاء، وضمت شخصيات عسكرية بارزة مثل جمعة بوعوينة، بحر الدين ميدون، ومحمد علي الزادمة، وكلها جرت تحت مظلة حكومة الوحدة الوطنية، وبترتيب من وزير القوى العاملة علي العابد.

الهدف المعلن: تأسيس “لواء تحرير الجنوب”، وهو تشكيل عسكري يُفترض أن تكون مهمته الرئيسية إخراج قوات #حفتر من مواقع تمركزها جنوب البلاد، وفرض سيطرة #طرابلس الكاملة على الإقليم الغني بالموارد والحساس استراتيجيًا.

أبعاد سياسية وعسكرية

الجنوب الليبي، الذي ظل طوال السنوات الماضية ساحةً هامشية في الصراع مقارنةً بالجبهتين الشرقية والغربية، يعود الآن إلى قلب المشهد. هذا التحرك يحمل في طيّاته أبعادًا تتجاوز مجرد السيطرة الميدانية، فهو يمثل محاولة من #الدبيبة لتعزيز موقعه السياسي والعسكري، في ظل ضغوط داخلية وخارجية متصاعدة، وسعي لفرض أمر واقع قبل أي عملية انتخابية محتملة أو ترتيبات سياسية مرتقبة.

في المقابل، تدرك القيادة العامة بقيادة #حفتر أن فقدان الجنوب سيُعدّ انتكاسة استراتيجية، لا سيما أن الجنوب يُعد مصدرًا مهمًا للموارد والعمق الجغرافي، إضافة إلى كونه نقطة تواصل أساسية مع تشاد والسودان والنيجر، ما يمنح حفتر نفوذًا إقليميًا لا يُستهان به.

تحديات التنفيذ

لكن، وعلى الرغم من الجدية الظاهرة في هذه التحركات، فإن تنفيذها ميدانيًا لن يكون سهلًا. الجنوب بيئة معقدة قبليًا، والولاءات فيها متقلبة، ما يجعل السيطرة العسكرية مرهونة بتفاهمات محلية عميقة، وليست فقط بقدرة القوة العسكرية على الحسم.

كما أن أي صدام مباشر مع قوات #حفتر قد يفتح جبهة ثالثة تُهدد التوازن الهش في البلاد، وربما تُفجّر موجة جديدة من العنف تؤثر على خارطة الطريق الأممية برمتها.

خاتمة

ما يجري اليوم في الكواليس العسكرية والسياسية حول الجنوب ليس مجرد تحرك موضعي، بل مؤشر على مرحلة جديدة من التنافس بين مراكز القوى الليبية، قد تحمل في طيّاتها تصعيدًا واسع النطاق، أو ربما تُستخدم كورقة ضغط لفرض شروط تفاوضية جديدة.

وفي الحالتين، فإن الجنوب – الذي لطالما وُصف بأنه “المتروك والمهمل” – يبدو أنه في طريقه ليكون نقطة ارتكاز الصراع القادم.