مدخل نفسي لدراسة الشخصية التباوية--الحلقة 1-النزعة الفردية

علم السلوك النفسي و الاجتماعي يعتبر من العلوم الأساسية فى العصر الحديث وهو ضروري لفهم المجتمعات البشرية ,فهو العلم الذي يدرس التشيكلة النفسية و الشخصية الاجتماعية للفرد والمجتمع والتي من خلالها  يمكن فهم ثقافة وسلوك   وحتى تطلعات الافراد والمجتمعات – السلوك النفسي الإجتماعي يجمع في مضمونه كل ما يصدر عن الإنسان من سلوكيات ، ويحمل  الانسان عواقبها ، وفكرة السلوك الإجتماعي تنبع من ان الإنسان يُعدُّ كائناً إجتماعياً  بطبعه ، وان انسانيته بما فيها من جوانب شعورية او عقلية او أدراكية أو سلوكية أو أخلاقية أو تربوية لا تتحقق الا في ظل وسط إجتماعي – السلوك الإجتماعي سلوك يقوم على أفعال منعكسة تعدل بالتعلم الشرطي -

وهنا احاول بقدر المستطاع تقديم بعض الملاحظات عن السلوك النفسي والاجتماعي للفرد التباوي والدي فى عمومه يشكل  السلوك الجمعي للمجتمع التباوي بسلبياته وايجابياته وهو مدخل نفسي مهم  لفهم طبيعة هذا الإنسان. 

خصائص التركيبة النفسية للإنسان التباوي –

—-----------------------------

1-النزعة الفردية 

التبو  "فرديون،  بطبعهم  وهذا مثار جدل منذ القدم ، فهم مقاومون وبشدة للاحتواء  بجميع أشكاله، خاصة السلطات  التي فوق مستوى العائلة والعشيرة؟–

النزعة الفردية—: Individualism

مفهوم النزعة الفردية  تعكس وتشير إلى الاتجاه أو السمة التي تشجع الفرد على التصرف بشكل مستقل وتعبر عن اهتماماته واحتياجاته الشخصية بدلاً من الالتفات إلى مجموعة أو مجتمع. يمكن أن تظهر النزعة الفردية في مختلف جوانب الحياة، بما في ذلك القرارات الشخصية والمهنية والعلاقات الاجتماعية

قد تتجلى هذه النزعة في رغبة الفرد في تحقيق أهدافه الشخصية، والابتعاد عن التأثيرات الخارجية، واتخاذ قرارات بناءً على احتياجاته الفردية. في بعض الحالات، يمكن أن تؤدي النزعة الفردية إلى العزلة أو التفرد، ولكن يمكن أيضا أن تكون محركاً للإبداع والتطوير الشخصية , تعتبر النزعة الفردية جزءاً من تشكيل الهوية الشخصية للانسان التباوي ، حيث يسعى الفرد إلى تعريف ذاته وتحقيق طموحاته الخاصة - جوهر النزعة الفردية اعتبار الفرد وميوله غاية كل فكر ونهاية كل عمل."لذلك، هي بطبيعتها تخالف طبيعة الاجتماع "لأنها ترمي إلى جعل السيادة في الفرد نفسه وليس في المجتمع ونظامه"، ولكن الأفراد بطبيعة الحال  موجودون في الجماعة، فيترتب على العمل بمبدأ النزعة الفردية، تفكك نظام الجماعة وانعدام كيانها، ذلك لأن " كيان الجماعة لا يقوم إلّا بخضوع أفرادها طوعاً أو كرهاً لكيانها ونظامها، لا فرق بين أن يكون هذا النظام جيدا أو رديئاً."إنّ تقديم حق الجماعة على حقوق الأفراد هو المبدأ الوحيد الصحيح الضامن لبقاء أية جماعة والذي يجعل ارتقائها ممكناً. هذا هو مفهوم النزعة الفردية من الناحية الإجتماعية والنفسية فى العموم .وقد يكون هده هو التفسير لحالة التشتت وعدم الانقياد تحت اي جسم اجتماعي او سياسي عام فى مجتمع التبو , ادا استثنينا السلطنة التباوية او “ درداه” والدي يخضع له كل التبو طوعا تحت شرعية العرف والدستور التباوي “ كنتداي” فلا شىء اخر يجمع التباوي -باخيه التباوي—-لا ايدلوجية علمانية ولا دينية سياسية ؟

هل النزعة الفردية عند الانسان التباوي دائمة أم مؤقته ؟

الاساس هو ان النزعة الفردية  للانسان التباوي هى  نزعة دائمة  , ولكنها قابلة للتخلي عندما يشعر بالخطر , فنجد انه عندما يشعر بالخطر يبحث عن الجماعة ليشكل بهم حاجز دفاع , لدى فحالة الجماعة حالة مؤقتة دعتها الضرورة , والحالة لا تخلو من الانانية والفردية واستغلال  الجماعة لصالح فرديته؟

والفردانية والأنانية—هما ارتهان سيكولوجي للذاتٍ ومن صفاتها انها—- حقودة، كارهة، وعامرة بالغضب، وينقصها الكمال الإنساني ويحطّ من شأنها ويصل بها إلى الهاوية، ويعيدها إلى مرحلة الغرائز الوحشية. وكلّما تعزّزت الفردية والأنانية لذات الإنسان، يزدري مصالح الآخرين، ويعمل على الإطاحة بها تحت وطأة المصالح الذاتية؛ .
نهاية المطاف، تتجمّع الانتكاسات الأنانية-والفردية في بؤرة كراهية واحدة، تعمل على تدمير النسق الاجتماعي و الحضاري —، وعدم السماح لأي إمكان إبداعي بالقيام من جديد وربما هدا ما نلاحظه فى السلوك الفردي والجمعي الاجتماعي فى نفسية الانسان التباوي —انسان يعبد نفسه ولا يعمل الا من اجل نفسه -والنتيجة الحتمية هو ان يتفكك مجتمعة ولا يبالي

يتبع فى الجزء -*2

الكاتب / محمد طاهر