عادات الاحتفال بالعيد عند قبائل التبو من القرعان…منقول من صفحة احمدالموساوي

للعيد بالصحراء طعم خاص ورائحة عبق تلامس الأنوف من بعيد، وهي التي تجعل أبناء الصحراء ومهما طال بهم بعد المسافات، يبذلون كل رخيص وغال، في سبيل أن يقضوا أيام العيد مع أسرهم وعائلاتهم الكبيرة بالقرى والمدن الصحراوية، فهناك، حيث الكلام القرعاني الهادي، وحيث ثقافة "المعنى" أو الإحترام والتقدير وحسن التعامل مع الغير، وهناك أيضاً روابط مجتمعية تقوي البنيان الأسري وتحفظه من مآسي العولمة وصداع التقنية.

عادات وتقاليد تتحدى الزمن

تختلف العادات والتقاليد من مكان لآخر ببلادنا الحبيبة، وللبدو بالأقاليم الشمالية عاداتهم الخاصة في الإحتفال بأيام العيد كباقي المناسبات الأخرى، فاحتفال ساكنة الصحراء بعيد الفطر يبدأ عندهم منذ الصباح الباكر حيث تستيقظ الأسرة بالكامل ويتناولون التمر قبل الذهاب لصلاة العيد بالمصلى .

ويقوم الأطفال تقديم السلام والتهاني لوالديهما ، ويخرجون جميعا بعد ارتداء ملابس العيد لأداء صلاة العيد، وبعدها يعودون للمنزل ويستعدون لاستقبال أي زائر بتجهيز صينية الشاي الأخضر واللبن والعطور والبخور .

اللباس التقليدي عنوان الأناقة والتباهي

فالمرأة تشتري لباسها التقليدي "الملحفة أو الثوب"، وهو عبارة عن قماش تلفه عليها بالإضافة إلى لوازم أخرى تتناسب مع لون الملحفة وحقيبة يد وكسوة ترتديها تحت الملحفة ثم نعل، وتختار الفتيات أو الشابات الملحفة ذات الالوان المزركشة الفاتحة، والفتيات ينتقين ملابسهن بأنفسهن من السوق، أما النساء "الكهلات" او المرأة الكبيرة سنا فجرت العادة أن لا يذهبن للسوق، فغالبا ما يتلقين لباسهن كهدايا للعيد من زوجات أولادهن أو أقاربهن،

نفس الشيء بالنسبة للباس التقليدي للرجل "القرانبوبو"، فهي لباس الرجل الصحراوي التقليدي الذي لا يمكن أن يتجنبه في المناسبات العائلية والأعياد، وغالبا ما يستعمل الشباب اللون الأبيض أو الأزرق،

الحنه من العادات الأصيلة عند النساء بالصحراء :

وتقوم الفتيات غير المتزوجات بتزيين الأيدي فقط بنقوش ورسومات الحناء التقليدية، أما المتزوجات فيقمن بنقش الأيدي والأرجل بالحناء أما النساء الكبريات سنا في سن الكهولة أو الجدات فيقمن "برفي" أرجلهن وأيديهن وتكون بدون نقوش أو رسومات .

ربات البيوت تبدعن في تجهيز البيت لاستقبال الضيوف قبل نهاية شهر رمضان بأيام قليلة، تقوم ربات البيوت بتجهيز المنزل وتزيينه ليظهر بأبهى حلة للضيوف، وتبدع في ذلك النساء في الاحتفال بعيد الفطر، حيث تقدم أفضل الأواني ، خاصة أواني الشاي وتحضر الحلوى والتمر. ويوضع على المائدة التي تتوسط قاعة الضيوف عطور وبخور، وذلك من صميم العادات أهل الصحراء .

العيد فرصة للم شمل العائلة ولقاء الأحبة

ومن عادة القرعان كذلك في العيد، الاجتماع بالدار الكبيرة والتي تضم الأجداد أو أحدهما إن توفي الآخر. وتناول الغذاء مجتمعين، وتقوم بعض الأسر الميسورة بذبح رأس من الغنم وتدعوا افراد من الاسرة أو الجيران، أما الاسر ذات الدخل المحدود فتشتري مقدار من اللحم يكفيها ذلك النهار وتقوم بشوائه أو طهيه مع المرق.

تستغرق الزيارات طول النهار لمدة 3 أيام العيد، ويقوم الشباب واليافعين عشية يوم العيد بالتجوال في شوارع المدينة الرئيسية التي تمتلئ عن آخرها، كما تمتلئ الساحات بالأطفال والأمهات لتبادل التحايا، ويباركون العيد لبعضهم البعض، وغالبا ما يلتقي أصدقاء بالصدفة في الشارع فرقت بينهم الدراسة أو العمل، ليجمعم العيد ليتبادلو أطرف الحديث ويطمئنوا على أحوال بعضهم البعض .