الابتعاد عن معرفة الجنس كثقافة يعود علينا بأضرار نحن في غنى عنها، فالجهل بالجنس يثمر العديد من المشاكل التي يحصدها المجتمع كالتحرش الجنسي، والإغتصاب، والطلاق، والعنوسة يعتبر الحديث عن الثقافة والمعرفة الجنسية في المجتمعات التقليدية ، نوعا من المحرمات الظاهرية فقط، ولكن لو إنفردت بكل شخص ستجده في حالة تعطش لمعرفة المزيد والمزيد عن الجنس والثقافة والرغبة وكيفية إشباعها. لكننا عالم ضعيف أمام العلم، والتظاهر سمة من السمات المسيطرة على ثقافتنا نتمنى الشيء ونعزف عنه للحفاظ على شكليات، وكل ذلك إدعاء فقط نهرب به من الواقع تحت بند الحياء الذي نعلق عليه جهلنا، وننزعج من نور المعرفة الذي يكشف الكثير منا على حقيقته والذي نعلمه جميعا، ونحاول إخفاءه وأننا جميعاً نبحث بطرق خاطئه عن هذه الثقافة بشكل خاطيء.الثقافة والمعرفة الجنسية هى جزء رئيس من الثقافة الصحية وغياب هذه الثقافة يجعل المجتمع عرضة للأمراض للأمراض العضوية والاجتماعية على حد سواء ..
هل هناك ثقافة ومعرفة جنسية ضمن الموروث الثقافي التباوي
كغيرها من المجتمعات البدوية، تعتبر الثقافة والمعرفة الجنسية تابوا من تابوهات المجتمع التباوي ،شىء يعرف بالفطرة ولا احد يتكلم عنه ...، شىء يمارس وفق التقاليد والعادات ورقابة المجتمع و شرع الدين ، ولكن لا أحد يجرؤ الحديث عنه فى العلن أو حتى فى السر اذا استثنينا الحديث الضيق مع نفر قليل من الأصدقاء الخلص، لهذا السبب لا أحد يعرف عنه شيئا حتى يتكلم عنه او يجعله موضوع بحث وثقافة لنشره ليستفيد منه العامة من الناس فى المجتمعات الأخرى في ايطار معرفة عموم الثقافة التباوية ، على نمط ما يعرف عن اى شىء آخر مثل تقاليد الزواج والطلاق ، والعادات في مناسبات الأعياد، واللغة ، والثرات؟
الولد أو البنت في المجتمع التباوي ينشأ ويتربى وفق عادات صارمة وقاسية ، لا تسمح له بالخوض في الحديث أو التعلم في المواضيع الجنسية الحساسة لانهاء تعتبر لهم دليل عفة و حياء واحترام، والخوض فيها ربما تعتبر دليلا على قلة حياء اوالاحترام ؟ ولكن بالإمكان تعلمها فقط بأسلوب الايحاء الغير مباشر وهو اسلوب مبني على الاجتهاد الذاتي والمبادرة الشخصية ، ومن عيوب هذه الطريقة انها تفتقد المعلومة الدقيقة والصحيحة والكاملة وقد تبنى عليها ثقافة ومعلومة خاطئة؟
من نتائج تابوا الثقافة والمعرفة الجنسية فى هذا المجتمع ، أن الشاب أو الشابة يصل إلى سن البلوغ والجواز ولا يعرف الكثير عن هذه الموضوع المهم ، لذلك تجد فى مناسبات الزواج قديما في هذا المجتمع ما يسمى " كناراه " وهى وظيفة ثنائية مؤقتة تقوم بها امرأة و رجل وهما بمثابة مرجعية يستفاد من خبرتهما فى هذا الموضوع ولكنها فى اللحظات الأخيرة من مراسم الزواج ؟ ..يكلف لهذه المهمة اثنان امرأة ..مرجعية للعروسة ، ورجل مرجعية للعريس ...من شروط... " الكناراه "... سواء كان رجل أو امرأة أن يكونا من أقرباء العريس أو العروسة وأن يكون انسان متزوج وله خبرة في الحياة الزوجية وقد بلغ من العمر عتيا؟
ويكونا قريبين من ساحة العملية الزوجية ليلة الدخلة ، حتى يستشارى، اذا تطلب الأمر؟
مهمة …" الكناراه " المرأة أصعب كثيرا من مهمة الكناراه الرجل ، لانه كسر حاجز الحياء في ليلة الدخلة بالنسبة للعروس تتطلب خبرة ومهارة واقناع، لانه وفق الموروث الثقافي لا يجب على العروسة الرضوخ والقبول بالأمر الواقع فى هذا الحدث الهام حتى لا تفسر انه تنازل سهل عن الشرف؟
لذلك عرف قديما في الموروث الاجتماعي التباوي، ظاهرة هروب العروسة ليلة الدخلة من البيت بمجرد وصولها إليه ؟وكذلك ظاهرة نقل العروسة بالقوة الى بيت الزوجية ؟ وظاهرة فرض أتاوة مالية تحت اسم حق الخالة ليلة نقل العروسة ؟ هذه جميعها مؤشرات على عدم الرضوخ بالسهل حتى لا تفسر بأنها تنازل سهل عن الكبرياء ؟
اللحظات الأخيرة من عملية الجواز في المجتمع التباوي قديما حاسمة، وحساسة ، ودقيقة لذى تؤخذ فى الاعتبار كل احتياطات الامان، وتظل النسوة مع العروسة الى آخر لحظة معها تم يغادرنا المكان بعد وصول موكب العريس الى البيت؟
هذه الظاهرة اختفت تماما من الجيل الجديد فى المجتمع التباوي ، والفضل فيها يرجع لوسائل التواصل الاجتماعي المشروعة والغير مشروعة ، ووسائل الإعلام المرئية والمقرؤة ، وانتشار الثقافة الجنسية الذاتية للجنسين على حد سواء..
الحياء والاحترام مطلوب أثناء تناول هذه الموضوع لكلا الجنسين الذكر والانثى ، وفق ما يقتضيه متطلب العرف والدين، ولكنه فى ذات الوقت يجب أن لا يكون محرم عرفا وتقليدا بالشكل الذي يؤدي معرفة الانسان لطبيعة خلقه التى خلقه الله بها ...
الباحث والكاتب في الثرات التباوي …على أنر نيوزيلندا