"د. محمد الكبيسي".
نقرأ سورة الفاتحة ، أكثر من 17 مرة فى اليوم فهل استدلينا و اهتدينا إلى الصراط المستقيم الذي نسأل الله يومياً أن يهدينا إليه؟
(إهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ)"الفاتحة/ الآية6،
فَلَو سألنا آلاف الأشخاص عن مفهوم الصراط المستقيم لكانت الإجابات مختصرة و ببضعة كلمات عامة و غير دقيقة،
فمنهم من سيقول بإنه طريق الحق،
و منهم من سيقول بأنه طريق العدل،
و هذه الإجابات المختصرة هي مفاهيم عامة و غير مُفَصّلة، بل وبعيدة عن مفهوم ومدلول الصراط المستقيم،
أما البقية، فستكون إجاباتهم عجيبة:
فهو طريق أو حَبْل، أو شيىء كحد السيف موصول ما بين مكان وقوفنا أثناء الحساب و بين الجنة الموعودة و تحته مباشرة جهنم المستعرة و علينا أن نجتاز بمهارة هذا الطريق أو هذا الحَبْل.
للأسف! لقد نجح أعداء الإسلام نجاحا مبهراً عندما شتتوا انتباهنا عن كتاب الله و عن سورة "الأنعام" و بطريقة ماكرة و مدروسة،
و هذه السورة تحمل في طياتها مفهوم و مدلول الصراط المستقيم بشكل واضح و جلي،
إن الصراط المستقيم هو عبارة عن عشرة وصايا، ذكرها الله عز وجل، و وصانا أن نتبعها، و أن نتخذها طريقاً لعبادته،
تعالوا (نُرتّل) مصطلح "الصراط المستقيم" في آيات القرآن الكريم،
يقول الله تعالى في سورة الأنعام (الآيات 151و 152و 153):
( قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ :
1⃣ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا
2⃣ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا
3⃣ وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ مِنْ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ
4⃣ وَلَا تَقْرَبُواالْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ
5⃣ وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللهَُّ إِلَّا بِالْحَقِّ
ذَٰلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ
6⃣ وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّىٰ يَبْلُغَ أَشُدَّهُ
7⃣ وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا
8⃣ وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَىٰ
9⃣ وَبِعَهْدِ اللهَِّ أَوْفُوا
ذَٰلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ
وَأَنَّ هَٰذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ
🔟 وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ
ذَٰلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُم تَتَّقُونَ .
ثلاث مرات يقول لنا الله عز وجل:
"ذلكم وصاكم به"،
ثم يشير ويدل و يقول : "وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه".
فهل هنالك أوضح من كلام الله عز وجل
المبيّن و المفسّر لكل آياته؟!
هذا هو الصراط المستقيم، الذى نسأل الله يوميًا أن يهدينا إليه،
و هذه هي الوصايا العشرة ذاتها التي أنزلها الله عز وجل في التوراة و الإنجيل أيضا، وسماها فى الكتاب (الفرقان)،
و قد أمر الله تعالى أهل الكتاب، و أمرنا نحن بعبادته بإتباع صراطه المستقيم،
فالصراط المستقيم هو
أعمال و أفعال نقوم بها،
و ليس أحاديث و روايات، و لا حركات بلا فائدة، أو خرافات،
و هو جوهر العبادة.
اللهم اهدنا الصراط المستقيم،
اللهم آمين.