·
بينما كان الرسول صل الله عليه و سلم في مجلسه مع الصحابة فإذ برجل من أحبار اليهود يدعى زيد بن سعنة و هو من علماء اليهود دخل إلى مجلس رسول الله و اخترق صفوف الصحابة حتى وصل في الرسول صل الله عليه و سلم و امسكه من مجامع ثوبه و شده شدا عنيفا و قال له بغلظة: أوفي ما عليك من دين يا محمد إنكم بنو هاشم قوم تماطلون في أداء الديون
و كان الرسول صل الله عليه و سلم بينه و بين اليهودي تجارة و يدين له بمبلغ من الدراهم و لكن لم يحن موعد الدين بعد
فوقف أحد الصحابة و سحب سيفه و قال: إئذن لي يا رسول الله بقطع عنقه
فأجاب رسول الله لا و قال له: مره بحسن الطلب و مرني بحسن الأداء
( اي المقصود ان تأمره بحسن الطلب ان يأتي و يطلب الدين في وقته و مرني بحسن الأداء اي إذا كان لذي القدرة على دفع الدين قبل وقته أن أدفعه)
فقال اليهودي و الذي بعثك بالحق يا محمد ما جئت لأطلب منك دين إنما جئت لأختبر أخلاقك فأنا أعلم بأن موعد الدين لم يحن بعد و لكني قرأت جميع أوصافك في التوراة و رأيتها كلها محققة فيك الا صفة واحدة لم أجربها معك و هي إنك حليم عند الغضب و إن شدة الجهالة لا تزيدك الا حلما و قد رأيتها اليوم فيك
فأشهد ان لا اله الا الله و أنك يا محمد رسول الله
و ما الدين الذي لي عندك فقد جعلته صدقة لفقراء المسلمين
و قد حسن إسلام زيد بن سعنة و قاتل مع المسلمين و استشهد في غزوة تبوك
المصدر :؛ كتاب المعجم الكبير للإمام الطبري.
صل الله على نبينا وحبيبنا وقرة أعيننا محمد صل الله عليه وسلم. . . صلوا عليه وسلموا تسليما