الرزق…

إختلف الإمامان الجليلان مالك .. والشافعي رضي الله عنهما ..

فالإمام مالك يقول :

أن الرزق بلا سبب .. بل لمجرد التوكل الصحيح على الله ، يُرزق الإنسان

مستنداً للحديث الشريف :

( لو توكلتم على الله حق توكله لرزقكم .. كما يرزق الطير تغدو خماصا وتروح بطانا )

أما إمامنا الجليل الشافعي ،

فيخالفه في ذلك ، فيقول :

( لولا غدوها و رواحها ما رزقت )

أي إنه لا بد من السعي .

و كل على رأيه ..!!

فإمامنا مالك وقف عند:

( لرزقكم كما يرزق الطير )..

وتلميذه الشافعي قال :

( لولا الغدو والرواح لما رزقت )

فأراد التلميذ أن يثبت لأستاذه صحة قوله ، فخرج من عنده مهموماً يفكر ...

فوجد رجلاً عجوزاً يحمل كيساً من البلح وهو ثقيل عليه فقال له :

أحمله عنك يا عماه ..؟ وحمله عنه ...

فلما وصل إلى بيت الرجل، أعطاه الرجل بضع تمرات إستحساناً منه لما فعله معه.

هنا ثارت نفس الشافعي وقال :

الآن أثبت ما أقول ، فلولا أني حملته عنه ما أعطاني..

وأسرع إلى أستاذه مالك ومعه التمرات ووضعها بين يديه .. وحكى له ما جرى..

وهنا إبتسم الإمام الرائع مالك و أخذ تمرة ووضعها في فَيِهْ وقال له :

وأنت سُقت إلي رزقي دونما تعب مني .

******

فالإمامان الجليلان إستنبطا من نفس الحديث حكمين مختلفين تماماً ..

و هذا من سعة رحمة الله بالناس.

******

يا الله على هذا الفهم الرائع والإستيعاب للرأي الآخر إذا كان له مسوغ شرعي .

الخلاصة :

هنالك أرزاق بلا سبب فضلاً من الله ونعمة ...

وهنالك أرزاق بأسباب لابد من بذلها ...

*****

اللهم إكفني بحلالك عن حرامك

واغنني بفضلك عمن سواك

اللهم إننا نعوذ بك من الهم والحزن

والكسل والبخل وضلع الدين .

اللهم أرزقنا رزقاً لاتجعل لأحدٍ فيه منَه

ولا في الآخرة عليه تبعةٌ

برحمتك يا أرحم الراحمين

اللهم صب علينا الخير صباً صباً

ولا تجعل عيشنا كداً كداً .

اللهم إن كان رزقي في السماء فانزله

وإن كان في بطن الأرض فأخرجه

وإن كان بعيداً فقربه وإن كان عسيراً فيسره

وإن كان قليلاً فأكثره وبارك فيه برحمتك

يا أرحم الراحمين...

اللهم ابعد عني عيون تترقبنا بحسد

اللهم امين يارب العالمين 🤲