يا ليت قومي يعلمون…

يقول تعالى { وجاء من أقصى المدينة رجل يسعى قال يا قوم اتبعوا المرسلين }

ثلاث رسل للقوم ، لكن القوم أجتمعت آراؤهم على قتل هؤلاء الرسل الثلاثة ، وكان هناك رجل أسمه ( حبيب بن مري ) يعمل ( نجار ) وكان قبل ذلك مريض به ( الجذام ) ويسكن بطرف المدينة ، وشفي من مرضه بعد أن دله أحدهم على الرسل فذهب إليهم وأستمع لهم وأطمأن لكلامهم ، فطلب منهم دليل رسالتهم ، فدعوا له بالشفاء فشفي تماما ، فأمن بهم وترك عبادة الأصنام ..

حبيب رغم ضعفه وبعده في أقصى المدينة ، ويعبد الله في ( غار ) وعند سماع أن القوم أجتمعوا لقتل الرسل ، جاءهم مسرعا ، ليذكرهم بالله ويدعوهم لإتباع الرسل ( يا قوم اتبعوا المرسلين ) . لكنهم أجتمعوا عليه وقتلوه ، فقرر الرسل الخروج ، وقبل ذلك حذروا المدينة من عقاب الله بعد تعنتهم وقتلهم حبيب النجار فاستهزأ القوم منهم وقالوا كيف سيكون العقاب هل ستنزل علينا جنودا من السماء تقاتلنا ، فكانت نهاية القوم ( وما أنزلنا على قومه من بعده من جند من السماء وما كنا منزلين * إن كانت إلا صيحة واحدة فإذا هم خامدون* ياحسرةً على العباد ما يأتيهم من رسول إلا كانوا به يستهزءون ) .. بينما دخل حبيب الجنة ( قيل أدخل الجنة قال ياليت قومي يعلمون * بما غفر لي ربي وجعلني من المكرمين ) ..

كان القوم مقابل رجل واحد .. هم أعجبتهم كثرتهم وظنوا أنها أشارة حق ، والرجل أنتصر للحق والإيمان في قلبه .. سردها الله لنا كونها درس عظيم ..

هي صورة أتت لحكمة وأخذ العبرة .. وتتكرر كثيرا في كل زمن .. فترى جمع الناس تغريهم الكثرة في كفة تأخذهم العزة بالأثم ينكرون الحجج والبراهين ويبررون الضلال والخيانة ، يقابلهم فئة قليلة مستضعفة في كفة أخرى تعتصم بحبل الله والحق ..

وأستحضر ذلك .. في الجمع الذين يهتفون ( مرتزق ) يجب قتله وتعليقه والتمثيل به ، وأمامهم رجل وحيد يقول ( أنا ليبي مش مرتزق ) ..