كيف يلتهم وحش التقنية والمعلوماتية المشاعر الانسانية النبيلة؟----

ك-------------------------------------------------------

ظاهرة اللتقاط الصور للمآسى الانسانية وانزالها على مواقع التواصل الاجتماعى , اصبحت ظاهرة جديرة بالاهتمام والتمعن ...

-هذا ابن يصور اباه وهو على سرير المستشفى ربما ينتظر المنية فى اية لحظة...ويلتقط له صور وينشرها بدعوى طلب الدعاء له؟

-هذا اخ يصور أخاه وهو مدرج بدماءه فى حادث مرور ينتظر الاسعاف وينتظر من يضمد جراحه...فيأخد له صور للنشر قبل ان يضمد جراحه؟

-هذا شجار بين اثنيين انقلب من السباب والشتائم الى تشابك بالايدى....فيهرع الحضور لالتقاط الصور لنشرها والتهكم عليهم بدل التدخل وفظ الاشتباك؟

-هذه أم تلفظ انفاسها الاخيرة على سرير الموت ...يلتقط لها صور ليتم نشرها بدعوى طلب الدعاء لها بالشفاء بدل ان يدعوا لها ؟

-هذا فضولى يقتحم خصوصيات الاسر فى افراحهم وحتى احزانهم ...وينشرها فى وسائل التواصل لغرض التشهير والانتقام؟

-هذا حيوان " أكرمكم الله " يتألم من مرض او حادث أو يتضور جوعا فيأخد له صور للنشر بدل الرفق به وتقديم المساعدة؟

الى أين تأخدنا التقنية والمعلوماتية؟ والى اين تقودنا الحضارة الرقمية ؟

اذا تجردنا من مشاعرنا الانسانية..وبعنا عواطفنا الانسانية ... واقفلنا على ضمائرنا الانسانية ماذا يتبقى لنا نحن الانسان؟

انها تجارة خاسرة لا محال ان نشترى التقنية ..ونبيع الضمير ؟