ما هو ايلاف قريش الذى ذكره الله فى القرآن الكريم؟

ماهو إيلاف قريش الذي ذكره الله في القرآن الكريم؟! -إيلاف قريش الذي ذكره الله في القرآن الكريم هو ائتلاف أو تحالف أو اتفاقية غيّرت خريطة المنطقة وتاريخ العرب، أبرمها هاشم جد النبي -صلى الله عليه وسلم- مع قيصر الروم؛ ضَمِن من خلالها أتساع مجال التجارة المكية وتأمين قوافل التجارة من قطاع الطرق ونهب اللصوص وضمان أستمرار الحركة التجارية. ومن هنا جاءت فكرة الإيلاف في النصف الثاني من القرن الخامس الميلادي، وبعد بضع لقاءات مع القيصر الذي أعجب بشخصيته، أقترح هاشم على الحاكم البيزنطي ما يلي: أولا: أن يمنحه كتابًا يفتح أسواق الشام التي يسيطر عليها البيزنطيين أمام التجارة الآتية من مكة المكرمة. ثانيا: أن يمنح التجار المكيين تسهيلات في المرور والتحرك بين المدن الشامية التي يحكمها البيزنطيون. ثالثا: أن يمنح التجار المكيين تسهيلات علي الضرائب المفروضة عليهم عند المرور (كالجمارك حاليًا) . رابعًا: أن يأتي التجار من رعايا بيزنطة على أسواق العرب بتجارتهم، على أن يضمن هاشم تأمين الطريق لتلك التجارة بين مكة والشام ذهاباً وإيابًا. ولما عاد هاشم من رحلته بهذا الكتاب ومر به على القبائل المسيطرة على طريق الشام-مكة، وقدم لكل منهم عرضًا، وبالفعل حصل هاشم على موافقة زعماء القبائل على هذا الاتفاق، وتأكيد علي عهد من زعماء القبائل. من هنا بدأت مكة تصبح مركزًا رئيسيًا لتجارة الشام في جزيرة العرب، بل وصار التجار البيزنطيون يتوافدون عليها ويدفعون لسادتها ضريبة العشر مقابل قيامهم بالتجارة في أسواقها وحصولهم على حق الحماية والخدمة، وبعد وفاة هاشم أستكمل باقي إخوته بنو عبد مناف، أي عبد شمس ونوفل والمطلب، مشروعه الكبير مع الحبشة وبلاد فارس وزعماء قبائل اليمن. وبالفعل حصلوا منهم على عهد مشابه لعهد قيصر الرو مع هاشم وفتحت أسواق الحبشة والفرس واليمن أمام التجارة المكية. ومن هنا صارت قريش تخرج رحلتان كبيرتان للتجارة، واحدة في الصيف متوجهة إلى الشام والأخرى في الشتاء ووجهتها اليمن وكانت القافلة تبلغ من 1500 إلى 2500 بعير، تتحرك في العراق والشام واليمن والجزيرة محملة بالسلع الداخلية لجزيرة العرب كالأصواف والثياب والأسلحة والجلود، أو تلك المستوردة من خارجها كالعطور والبخور من الهند والمنسوجات الكتانية من مصر، وغيرها.. كان هذا الاتفاق حدثا كبيرًا في المجال الاقتصادي خلال تلك الفترة، إذ أنه بدأ كمشروع بين طرفين هدفه خدمة قبيلة واحدة في بلدة واحدة، ثم اتسع ليمثل شبكة تجارية واسعة ونشاطًا كبيرًا تداخل مع الاقتصاد والسياسة والحياة الاجتماعية والثقافية بشكل عميق ومؤثّر. -المصدر: -تفسير ابن كثير.