أصحابي كالنجوم، بأيهم اقتديتم اهتديتم" هذا حديث نبوي شريف منسوب إلى رسولنا محمد، صلى الله عليه وسلم، وسواء كان صحيحا أو كان غير ذلك كما يقول بعض علماء الحديث، فإن معناه لا يمكن أن يختلف عليه أحد، فنحن لم نعرف الدين إلا عبر ما نقله لنا أصحاب الرسول، ومن بين هؤلاء الصحابة يوجد عدد له مكانة خاصة مثل الصحابي الجليل معاذ بن جبل.
وقد أسلم الصحابي الكبير معاذ بن جبل وهو ابن ثمانية عشر عاما، وحضر بيعة العقبة مع السبعين رجلا من أهل يثرب، كما حضر مع النبي كل الغزوات التي حارب فيها النبي الكريم ضد أعداء الإسلام. واسمه بالكامل معاذ بن جبل بن عمرو بن أوس، وقد عرف عنه إيمانه وذكائه الشديد منذ صباه، حيث أنه كان سببا في إسلام بعض كبار المشركين عندما كان يتعمد اهانة أصنامهم ليظهر لهم أنها لا تنفع نفسها.
ولمعاذ بن جبل مكانة كبيرة وخاصة لدى النبي محمد، صلى الله عليه وسلم، حيث قال عنه الرسول إنه أعلم أهل الأرض بين أمته بالحلال والحرام، كما أنه كان أحد أربعة رجال توفى الرسول وهو يوصي المسلمين بأن يأخذوا القرآن منهم، فقد كان معاذ ماهرا في تلاوة القرآن، بالإضافة إلى أنه حفظه كله عن ظهر قلب.
ومن أهم علامات حب النبي لمعاذ بن جبل هو أن النبي تركه في مكة بعد فتحها ليعلم أهلها أصول دينهم، ويفقهم فيما يريدون أن يعرفوا، وقد توفى هذا الصحابي الجليل صغيرا وهو دون الأربعين في طاعون عمواس في الأردن.
