ان الثقة فى الله والرجوع اليه من الايمان وقال اهل العلم ان معنى (وَالله غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ) هو ان
أمره سبحانه نافذ ، وحكمه ماض ، وقضاؤه لا يرد ، فلا معقب لما حكم ، ولا مبطل لما أمر ، ولا مؤخر لما عجل ، ولا معجل لما أخر ، ولا ممسك لما أرسل ، ولا مرسل لما أمسك ، ولا ناصر لمن خذل ، ولا خاذل لمن نصر ، ولا عاصم من أمره إن نزل إلا من رحم ، ولا ملجأ ولا منجا منه إلا إليه .، ولا يعيذ منه إلا هو .
- ولكن أكثرنا ، وأكثر الناس لا يعلمون ذلك ، لقلة اليقين ، وضعف الإيمان ، وعدم التدبر لآيات الله وسننه في الكون والآفاق ، وعبر التاريخ ، وقيام الدول وسقوطها ، مع أَن من تَأَمل أحوال الدُّنْيا وتقلب أحداثها ، تيقن أن الأمر كله لله ، وأنه إذا جاء أمر الله بطلت كل حيلة ، وخسأ كل معاند ، وقضي بالحق ، وخسر هنالك المبطلون ، وقطع دابر القوم الذين ظلموا ، والحمد لله رب العالمين .
وقال اهل العلم من توكل على الله كفاه ومن اعتصم بالله نجاه ومن لجأ الى الله اواه ومن طلب رضاه يطلب الله له مايريد ومن شكر على النعماء يطلب الله له المزيد ومن صبر على البلاء عوضه الله مايريد ومن يتصرف بحوله وقوته يلين الله له الحديد.