حديث الجمعة....



ورد أن رجلا اسمه طعمة بن أبيرق سرق درعا من جاره قتادة ابن النعمان في كيس دقيق . وخبأه عند رجل من اليهود اسمه زيد بن السمين .

وعندما سألوا طعمة حلف ما أخذها ، وماله بها علم . فتركوه واتبعوا أثر الدقيق حتى انتهى إلى منزل اليهودي فأخذوها . فقال اليهودي : وضعها عندي طعمة وشهد له ناس من اليهود . فقال أقارب طعمة لنذهب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما وصلوا إليه سألوه أن يدافع عن صاحبهم طعمة ، وكاد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يفعل وأن يعاقب اليهودي . وقيل هم أن يقطع يده ، فنزلت الأية ( إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله ولا تكن للخائنين خصيما )

وهي بمعنى ، يامحمد إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق فاحكم به ولا تكن لأجل الخائنين مخاصما للبراءة ، بأن تجعل فكرك ينحاز إلى أولئك الخائنين . فلا تكن للذين يخونون أنفسهم بكتمان الحق مدافعا عنهم بما أيدوه لك من القول المخالف للحقيقة .

أي ، لا تخاصم عن من عرفت خيانته ، من مدع ما ليس له ، أو منكر حقا عليه ، سواء علم ذلك أو ظنه ، ففي هذا دليل على تحريم الخصومة في باطل .

...

نزلت الأية في حادثة بعينها ، لكنها باقية معنا ، تدلنا على الطريق والمنهج ، وتنهانا عن الدفاع على الخونة والمنافقين الذين ثبت لدينا خيانتهم للأمانة والعهد والميثاق .

فكيف نحن اليوم وبعضنا ، لايخجل من الركون لبعض الخائنين ، ويعتبرهم رموز وطنية ، ويفخر بهم ، بل ويغضب ويشتم أي أحد ينتقدهم ويذكر خيانتهم ، والتي ليس خيانة جار ، أو كذب بنكران فعل ، أو سرقة درع ، بل خيانة وطن ، وبيع تاريخ ، وتشويه دين ، ونكث عهود ، ونشر أكاذيب عن مرتزقة يوغسلاف وألاف المغتصبات وعشرة ألاف قتيل وتسميم النهر والأصول اليهودية وحبوب الفياقرا .... ألخ .

ماذا سيقول هؤلاء لرب العباد ؟ ، هل تناسوا كل تلك المظالم والدماء وهتك الأعراض والخيانات العلنية وموالاة ليفي التي أرتكبها جنرالات وساسة ومثقفين يعتبرونهم اليوم جيش وأمن وشرعية ووطنية ومستقبل ؟ ، أم نسوا الله فأنساهم أنفسهم ، يقول تعالى ( فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم ) ،