وَلَمَنِ انتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَٰئِكَ مَا عَلَيْهِم مِّن سَبِيلٍ (41) إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ ۚ أُولَٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (42)
ونحن نعيش نفحات شهر رمضان المبارك فى ايامه الاولى , لابد ان يملاء الايمان قلوبنا ونتدبر ونتامل فى آيات كتابه الله الكريم فهى مليئة بالعبر والعضات .فى هذه الآية الكريمة يتكلم رب العزة عن الظلم ,وهواسؤ شىء يمكن ان يقابله الانسان فى هذه الحياة مند ولادته حتى مماته . فالظلم ليس مجرد فقد حق من الحقوق او فقدان لميزان المساواة مع الغير انما هو حالة يتم فيها مسخ كرامة الانسان وتجرده من ادميته , والحال هذه الظلم يحول الانسان من كائن ميزه الله بالعقل والتذبر والحرية والكرامة الى كائن مهان و بائس و فاقد للكرامة .والاسوء من ذلك ان يتحول الانسان الى مخلوق تابع بدون ارادة وهى حالة تنافى الخلق القويم الذى خلقه بها الله .
حالة الظلم حالة غير دائمة لانها حالة غير طبيعية , فهى تواجة بالمقاومة والرفض دائما , ما من انسان يقبل على نفسه الظلم ؟ حالة الظلم هى حالة مستفزة لكينونت الانسان تحفزه على المقاومة والرفض والانتصار .
ففرضية الانتصار حتمية مهما طال الزمن , واختلف الاسلوب وعانا المظلوم صنوف العذاب .
ولكن على المظلوم يجب ان يذرك فى حال انتصاره انه كان ضحية الظلم ولا يجب ان يجعل الظالم ضحية له مرة اخرى .ان تنتصر لحقك وتنبد الظلم وتتحرر من الظالم فهذا من حقك , ولكن ليس من حقك بعد ان تنتصر ان تبنى عرش الظلم الذى هدمته من جديد.
يجب ان تقيم العدل وتحقق المساواة وتشرع فى بناء مجتمع العدل والمساواة .
