"
أعرب الرئيس إيمانويل ماكرون الجمعة خلال قمة فرنسية-إفريقية غير مسبوقة في مونبيلييه جنوب فرنسا عن رغبته بوضع نموذج جديد للعلاقات مع القارة يتطلع نحو المستقبل، في حين ندد مشاركون بدون تحفظ بـ"الاستعمار" و"الغطرسة" و"الوصاية الفرنسية".
وصل ماكرون، مضيف القمة والرئيس الوحيد في هذا اللقاء الذي يغيب عنه قادة الدول، ظهرا وعقد طاولة مستديرة مع الشباب وجلسة عامة بعد الظهر.
توجه مشاركون مباشرة الى الرئيس عدة مرات. وقالت له امرأة "لم يعد بامكاني رؤية الشباب الإفريقي يموت في البحر" المتوسط من أجل الوصول الى أوروبا.
وحثه شاب غيني على "دعم المرحلة الانتقالية في غينيا" بعد الانقلاب الذي أطاح بالرئيس ألفا كوندي في أيلول/سبتمبر فيما وافقه ماكرون الرأي بأن "الولاية الثالثة لم تكن مناسبة".
وقال له الشاب المالي آدم ديكو "توقف عن الحديث كوصي! لسنا بحاجة إلى مساعدة، نحن بحاجة إلى التعاون".
وطالب المدون السنغالي شيخ فال فرنسا بـ"الاعتذار للقارة الإفريقية" عن جرائم الاستعمار. وقال لماكرون "توقفوا عن التعاون ومساندة الرؤساء الديكتاتوريين، وخططوا لانسحاب تدريجي ونهائي من قواعدكم العسكرية في إفريقيا!".
من جهتها، طلبت الكينية أديل أويانغو من الرئيس الفرنسي إعلان "نهاية الفرنكوفونية" وممارساتها غير الشفافة، وأشارت إلى ما اعتبرته تناقضات فرنسا "المتغطرسة" الغارقة في مسائل العنصرية وتريد "إعطاء دروس في الديموقراطية" للأفارقة.
وأسف مهدي عليوا أستاذ العلوم السياسية في الرباط لما وصفه بأنه "عقاب جماعي" بعد قرار باريس الأخير خفض عدد تأشيرات الدخول للجزائريين والمغاربة والتونسيين وندد بسياسة تأشيرات الدخول باعتبارها "نظام اذلال"، وسط تصفيق الحاضرين.