الطريق من القطرون حتى البخي ...لا نريد صيانة الطريق بل صيانة الضمير ؟


الطريق من القطرون الى البخى لا تتجاوز 10 كلم بمقدار قياس المسافة بين نقطتين  ولكنها تساوي 1000كلم بمقدار قياس البعد عن ضمير المسؤلين؟ مند استقلال ليبيا سنة 1951 وانشأ  المملكة الليبية المتحدة وبعدها المملكة الليبية ومن تم الجماهيرية الليبية وحتى دولة فبراير   والمناطق الجنوبية النائية فى ليبيا  ظلت دائما  خارج اهتمامات الحكوَمات الليبية المتتالية , وكأنها مناطق وقرى  تتبع دولة النيجر, ولا تتبع ليبيا , ولم تلفت الدولة اي عناية لهذه المناطق  الا عندما تعلق الامر بحرب تشاد  أبآن عهد النظام السابق  حيث زاد الاهتمام الامني والعسكري باعتبارها مناطق امنية وقاعدة امداد خلفية ولوجستية للقوات الليبية المقاتلة ,فكان قرار انشأ وتعبيد طريق سبها -القطرون- الويغ في ثماننيات القرن الماضي , والذي استهلك من كثرة مرور الاليات العسكرية الثقيلة وكذلك المركبات الخاصة عليها دون ان تجد اي صيانة   لاطالة  عمرها الزمني , الامر الذى نتج عنها حوادث وراح ضحيتها العديد من الارواح ؟

202926022_5678990368809941_4968790006299588978_n.jpg

اما طريق القطرون- البخي فهو طريق فرعي لم يكن له شأن ولم تكن ضمن اولويات اهتمامات الحكومة حين انشأها , ولكن اصرار المواطنين على تعبيد هذا الطريق كان له دور فى انشأءه؟

فى دكتتوريات العالم الثالث حيث تتحدد قيمة الانسان  ومنطقته   بقدر ولائه للنظام السياسي, وبقدر تطبيله لها نفاقا , تصرف الميزانيات لكسب ولاءات لا لتنمية قطاعات مثل الصحة والتعليم والمواصلات والكهرباء , في هذه المناطق يمكنك مشاهدة البؤس يتجول بكل حرية بين قرى باعدت بينها الاسفار , وانقطعت  عنها الاوصال؟

المواطن بها يعيش كل حادث مرور  وفقد روح  نتيجة تهالك الطريق على أنه قضاء وقدر, وتسمعه يردد " دفع الله ما كان اعظم"...ولا تأتي على باله بأنه  تقصير لواجب حكومة التي  صرفت المليارات من الدولارات , خارج حدود الوطن لدعم انظمة او لشراء معارضين سياسيين للنظام القائم؟ 

خرج هذا المواطن الميؤس بالامس حاملا فأسه ومسحاته وعربته لصيانة هذه الطريق بعدما يأس وخذل من وعود حكوماته , وبقدر اليأس الذى يملاء قلبه  , يملاء اليأس قلوبنا بان هذا العمل ورغم حسن النوايا والجهد المتواضع سوف لن يدوم الا ايام معدودات ليرجع الامر على ما كان عليه سابقا؟

اللهم احفظ اهلنا فى القطرون من شر الحوادث