الصحة العالمية تكشف تلقيهم 2.3 مليون دولار صدقات لمجابهة كورونا في ليبيا

ت

د– جينيف
أعربت منظمة الصحة العالمية عن قلقها إزاء التصاعد السريع لمعدلات فيروس كورونا في ليبيا، مشيرة إلى أنه خلال الأسبوعين الماضيين تضاعف عدد الحالات المصابة بالفيروس بالبلاد.

ورجحت المنظمة في بيان إعلامي، طالعته وترجمته “أوج”، أنه بالنظر إلى النقص الحاد في الاختبارات والقدرات المختبرية، أن يكون العدد الحقيقي للحالات المؤكدة المصابة بالوباء أعلى بكثير من المعلن عنه.

وأشارت المنظمة، إلى أنه تم الإبلاغ عن نزوح مجتمعي في بعض المدن الرئيسية في البلاد، بما في ذلك طرابلس وسبها، لافتة إلى أنه مما زاد الوضع تعقيدًا أن نظام الرعاية الصحية في ليبيا تعطل بشدة بسبب سنوات من الصراع.

وأوضحت، أنه تم إغلاق ما يقرب من 50٪ من مرافق الرعاية الصحية الأولية، مبينة أنه في المراكز التي لا تزال مفتوحة، يعمل طاقم الرعاية الصحية لساعات طويلة لرعاية المصابين بفيروس كورونا إلى جانب المرضى الآخرين بما في ذلك تزويد الأطفال بخدمات التطعيم، الذين تأثروا سلبًا بالنزاع المستمر وتفاقمت بسبب جائحة كورونا.

وكشف تقرير المنظمة عن أنه في النصف الأول من هانيبال/أغسطس الجاري، ثبت إصابة ما لا يقل عن 8 من موظفي الرعاية الصحية في جنوب البلاد بفيروس كورونا.

وقالت ممثلة منظمة الصحة العالمية في ليبيا إليزابيث هوف: “نشعر بالقلق من الانتشار السريع للفيروس في البلاد”، مضيفة: “بينما يزيد عدد الحالات الجديدة بشكل كبير، لا يزال تتبع المخالطين صعبًا”.

وأشارت هوف، إلى أن ما وصفته بـ”وصمة العار” المرتبطة بفيروس كورونا كبيرة جدًا في ليبيا، حيث يحجم الأشخاص المصابين عن التقدم للحصول على الرعاية الصحية ولا يرغبون في الكشف عن أسماء الآخرين الذين كانوا على اتصال وثيق بهم، وفق قولها.

وتابعت هوف: “نحن في حلقة مفرغة. الفيروس ينتشر بسبب فقد المصابين والمخالطين لهم، مما يمنع المتابعة”، مشددة على أن الأعداد المتزايدة من المرضى المصابين، تشكل ضغطًا كبيرًا على النظام الصحي، الذي لا يستطيع بالفعل تحمل أعباء العمل العادية.

وذكر البيان، أن منظمة الصحة العالمية تدعم جهود السلطات الليبية لزيادة عدد اختبارات كورونا، موضحة أنه اختبار ضروري للكشف عن الفيروس وعلاج المصابين، إضافة إلى أنه يساعد أيضًا في حماية جهات الاتصال الوثيقة الضعيفة، مثل أفراد الأسرة المسنين أو أولئك الذين يعانون من حالات موجودة مسبقًا، ومنعهم من الإصابة.

ونوهت إلى عمل المكتب القطري لمنظمة الصحة العالمية في ليبيا عن كثب مع اليونيسف لإزالة آثار الجائحة، وتوضيح أن الفيروس يمكن أن يؤثر على أي شخص في أي مكان، مشيرة إلى عمل الصحة العالمية واليونيسف على تطوير رسائل لوصف التدابير البسيطة والفعالة التي يمكن للناس اتخاذها لحماية أنفسهم من المرض.

وفي السياق، نقل التقرير عن هوف: “أنه من المفهوم أن هناك دائمًا الكثير من عدم اليقين بشأن الفيروسات الجديدة”، ومع ذلك ، فإن COVID-19 مرض يمكن التحكم فيه، وليس حكماً بالإعدام، مبينة أنه سيتعين على العالم أن يتعلم التعايش مع هذا الفيروس لبعض الوقت.

وأعلنت المنظمة أنه قدمت للسلطات الليبية إرشادات ومشورة تقنية وثيقة في جهودها لاختبار وتتبع وعلاج كورونا ووقف انتشاره.

وكشفت منظمة الصحة العالمية في ختام بيانها، أنها طالبت بتوفير 22.3 مليون دولار أمريكي للاستجابة لكورونا في ليبيا، ولكن حتى الآن ، تلقت ما يزيد قليلاً عن 2.3 مليون دولار أمريكي من المساهمات الموقعة، موجهة الشكر لجميع المانحين الذين ساهموا حتى الآن في هذا الطلب