الرئيس الاوكراني جاء إلى واشنطن للقاء نظيره الأمريكي بعد سلسلة تصريحات أطلقها ترامب اعتبر فيها أن اوكرانيا هي المسؤولة عن اندلاع الحرب، وذهب حتى اتهام زيلنسكي بأنه "ديكتاتور".
في الوقت ذاته كان الأمريكيون يجرون محادثات مع الروس في ظل تفاهم بين الطرفين لإنهاء الحرب.
ويرى أغلب المراقبين أن هذا التفاهم واتفاق سلام محتمل كان سيتم على حساب الأوكرانيين الذين سيخسرون أراضيهم المحتلة لصالح بوتين ومكامن المعادن النادرة لصالح ترامب.
الاتفاق الأوكراني الأمريكي حول المعادن النادرة الأوكرانية
يقضي الاتفاق بإنشاء صندوق استثماري مشترك، تشارك فيه أوكرانيا بالنصف بمواردها الطبيعية من غاز ونفط ومعادن نادرة، على أن يقوم هذا الصندوق بدعم أوكرانيا.
واعتبر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ان توقيع هذا الاتفاق يشكل ٩٥٪ من الطريق نحو إنهاء الحرب وتحقيق السلام.
ولكن نص الاتفاق لا يتضمن أي ذكر لضمانات أمريكية لأمن أوكرانيا، باعتبار أن مجرد وجود الاستثمارات الأمريكية في هذا البلد سيؤدي لامتناع بوتين عن الاعتداء عليها.
لعبة ممارسة الضغط العنيف أمام كاميرات التلفزيون
تكرر نفس المشهد الذي تابعه الجميع مع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، عندما جرى الحديث مع بوتين حول تهجير الفلسطينيين.
تكرر هذا المشهد مع الرئيس الأوكراني وفي المكان ذاته، في المكتب البيضاوي في البيت الأبيض، ولكن زيلينسكي وجد نفسه بين ترامب ونائبه جيمس ديفيد فانس.
طالب زيلينسكي بضمانات امنية لبلاده مشيرا إلى اتفاق وقف اطلاق النار الذي كان وقعه مع بوتين في ٢٠١٩، والذي بم يمنع الغزو الروسي لبلاده.
كان رد ترامب أن زيلينسكي ليس في وضع يسمح له بإملاء شروطه، وأنه يجب ان يكون ممتنا للولايات المتحدة، والتي بدون دعمها لم تكن اوكرانيا لتصمد اكثر من أسبوعين، وأنه ينبغي أن يقبل باتفاق السلام المطروح.
وتدخل فانس لينتقد زيلنسكي، مشيرا إلى أنه عاجز عن تجنيد قوات إضافية، وأنه يتحدث في البيت الأبيض بلهجة لا تحمل الاحترام ترامب وللأمريكيين.
عاد الرئيس الأوكراني لتوضيح أسباب فقدان الثقة في بوتين منذ غزوه للقرم عام ٢٠١٤، وقال لفانس أنت لم تزر أوكرانيا ولا تعرف الحرب التي تتحدث عنها والتي يفصلك محيط كامل عنها، منبها الأمريكيين إلى أنهم سيواجهون في المستقبل القريب الخطر الذي يهدد أوروبا مع بوتين، حاليا.
وهنا انفجر ترامب ليتهم زيلنسكي بأنه لا يمتلك أوراق اللعبة ولا يتعامل باحترام مع أمريكا وأنه ليس مستعدا للسلام.