مواقف من تاريخ حسين هبري فى سطور---؟


قبل عقد من حربه مع القذافي، كان حسين حبري في جبال تبيستي، في أقصى الشمال التشادي، وبرفقته عشرات الرجال فقط. حينذاك، بعدما تم الإنشقاق بينه وبين قريبه التبّاوي الآخر قوكوني ودي، حينها اتضح للأخير أن هذا الشاب القادم من مدرجات السوربون لن يكتفي بالنائب كمنصب، بل تبدّت له رغبة في زعامة القوات بنفسه لأنه حامل شهادة عليا. وبعدما تاه بين الهضاب، فكّر الشاب الثوري المتأثر بالحركة الزنجية، التي قرأ لشعرائها أيّام الجامعة(سيزار، سنغور) في طريقة للحصول على المال والجند. فقام باختطاف واحتجاز باحثين فرنسيين كانوا في الأرجاء، وتفاوض مع فرنسا مقابل السلاح والفدية. في البدء، لم يأخذوا كلامه بالجدية الكاملة، ولم يدركوا بعد أنه يكره فرنسا، لكنّ حادثة واحدة جعلتهم يلبّون مطالبه، ليصبح المعارض الأشهر في تشاد.

حطت طائرة هليكوبتر فى منطقة نائية من تبيستى، وهبط منها ضباط فرنسيون توجهوا للقاء حسين حبري. في معرض حديثه معهم، خاطبه أحدهم بالقول: "إن فرنسا لن تستجيب لأي طلبات ولن ترضخ لأي تهديد وستحول هذه البقعة من حولك الى جحيم خلال ساعات". نظر إليه حسين حبري مليا ثم قال: "هل يوحى لك هذا المكان بأن هناك أثر للحياة؟" ولم ينتظر حسين حبري رداً، فقد طلب من محاوره أن يخلع خاتمه من يده وأن يخرج محفظته ويسلمها لأحد رفاقه، ثم رطن ببضعة ؟كلمات لمن هم خلفه، ومن ثم سمع دوي رصاصة، وشوهد جنود فرنسيون عائدون وهم يحملون جثة.

يتبع فى حلقة قادمة —-