ما يجري في السودان ليس بعيداً عما يجري في غزة، ثمَّة صلة بين الفاعلين، والضحايا معاً ينافحون عن إنسانيتهم وكرامتهم. مطلوبٌ تدمير السودان وتهجير أهله والتنكيل بهم وإفقارهم أكثر مما هم فيه، و"الدعم السريع" واجهة تختبئ وراءها قوى عدة، يجري تسليحها بقصد زرع الإرهاب والفوضى عبر مرتزقة مأجورين، ومشاهد القتل والذبح حوَّلت هذا البلد الذي عُرف أهله بالتسامح، إلى مستوى غير مسبوق من الجرائم المروِّعة. أكثر من ٣٠ ألف مدني سوداني قتلوا، وأصيب ٧٥ ألفاً، وشُرِّد ١٣ مليوناً بين نازح ولاجئ، والجوع الحاد يفتك بربع مليون طفل وامرأة، وهناك أكثر من ٢٥ مليون شخص يحتاجون للمساعدة والدعم العاجل، بضمنهم ١٤ مليون طفل، في حين يفتقر ١٥ مليون سوداني إلى الرعاية الصحية، في ظل تعطل وتدمير ٨٠% من المشافي والمرافق الصحية، وفوق ذلك سُجلت في السودان ١١ ألف إصابة بالكوليرا في ١٢ ولاية، وبلغت إصابات حمى الضنك ٨ آلاف حالة فى ١١ من أصل ١٨ ولاية. بلغت خسائر الحرب على #السودان ١٠٠ مليار دولار، حيث توقف ٧٠% من النشاط الاقتصادي، وتُقدر الخسائر اليومية بنحو نصف مليار دولار، وانخفض معدل النمو الاقتصادي إلى -١٨,٣%، وأدت الحرب لخسارة الجنيه أمام الدولار ٥٠% من قيمته. وارتفع معدل البطالة لـ ١١٧,٤%، وتراجع إنتاج الذهب من ١٨ طناً إلى ٢ طناً فقط، كما فقدت الخزينة السودانية عائدات صادرات الذهب التي تقدر بملياري دولار. وتعرض ١٠٠ فرع مصرفي للنهب، وتمت سرقة أكثر من ٣٨% من أموال مصارف #الخرطوم، والبنك المركزي السوداني يعانى من نقص شديد فى السيولة بسبب عمليات التخريب التي تقوم بها ميليشيا "الدعم السريع". ما يجري ليس حرباً أهلية، وتلك الميليشيا لا تملك تلك القدرات لحرب بهذا الحجم، ولكن هناك من يدعمها ويوفر لها السلاح والإمداد البشري والمالي كي تستمر في جرائمها، والقصد هو تدمير هذا البلد وتفتيته وإنهاء دوره، سعياً إلى تدمير عدد من دول الساحل الأفريقي التي تسعى للتحرر من الهيمنة، وتعمل على تنمية ذاتها. خذلَ العربُ السودان، كما خذلوا غزة، وتواطأ بعضهم ضده كما فعلوا في غزة، ولا يدركون أنهم يُدمِّرون ذاتهم بما يفعلون، ويزرعون فوضى لن ينجوا منها مستقبلاً.
المقال منقول —-