مافيا الذهب التشادية، والدولة العميقة؟

مافيا الذهب التشادية والدولة العميقة

مقال منقول للفائدة ——

التنقيب البدائي عن الذهب على الرغم من مخاطرها المتعددة، أصبح أحد أخر الخيارات والملاجئ المتاحة التي بات يلجأ إليه العديد من الشيب والشباب التشادي بحثا عن لقمة عيش كريمة من عمل يده، باستخدام معدات وادوات يدوية بتقنيات بسيطة، والنزول إلى أعماق قد تصل إلى عشرات الأمتار لساعات طويلة ومرهقة بحثا عن بضع بيشات أو جرامات الذهب بدون أبسط مقومات أمن وسلامة النفس.

السبب المباشر في هذا الخيار الصعب للشباب يعود إلى فشل وإخفاق الدولة المستمر في إيجاد فرص عمل بديلة آمنة وكريمة للشباب في مجالات أخرى مثل الزراعة التي تمتلك الدولة كل مقوماتها الاساسية من أراضي مسطحة ذات تربة متنوعة وغنية تصلح لزراعة العديد من المحاصيل النقدية النادرة المطلوبة عالميا ومناخات متعددة وأمطار غزيرة ومليارات الأمتار المكعبة من المياه الجوفية موزعة في جل مناطق البلاد.

كل هذه المقومات والموقع الجغرافي الممتاز بالإضافة إلى مئات آلاف من الأيدي العاملة الشابة الفتية، لم تستطع الدولة الإستفادة من هذا الكنز الزراعي هبة الله إلى الشعب التشادي وتوجيه طاقات الشباب للاستثمار فيه والاعتماد عليه في تأسيس حياته.

#أحلام_صغيرة

في ظل هذا الواقع المرير والمصير الضبابي والصورة الباهتة للمستقبل لا مناص للشباب التشادي إلا أن ركب سفن المجهول متجها نحو جبال وصحاري "تيبستي" في أقصى الشمال والتي ليس للرحمة والشفقة مكان فيها، متحملين كل أصناف المغامرة والتعب المشاق ومعرضين أنفسهم وأرواحهم للخطر الدائم، ممسكين بخيط أمل رفيع اسمه بضع جرامات من المعدن الأصفر عسى وعل أن يسد به رمق صغاره أو يحققون به ما تيسر من أحلام صغيرة.

#قبول_الآخر_فطرة_إنسانية:

الإنسان التشادي أين ما وجد في كل ربوع البلاد في كل الأقاليم والمقاطعات في حضره وباديتة بمختلف أعراقه وقبائله وبطونه هذا الإنسان بطبعه الإنساني وفطرته السليمة هو مضياف ومحل ترحاب كبير لأخيه التشادي الذي يشاركه تراب الوطن.

يأتي أحدنا من أقصي شمال البلاد ليعمل في التجارة او الوظيفة الحكومية أو أي حرفة أخرى في الطرف الجنوبي من البلاد بكل أريحية واطمئنان حتي بطيب به المقام ويجعل من الجنوب دار استقرار دائم له، و أخ الجنوب كذلك يطيب له المقام في الشمال ويكون له دار ونزلا كذا الحال في الشرق والغرب واقع الأخوة المشرق والمشرف الكائن بيننا منذ القدم فرضه ضرورة التعايش والمصير المشترك الذي نتقاسمه، بعيدا عن التجاذبات السياسية المتعارضة وحسابات المصالح الشخصية الضيقة.

#تحذير:

أود أن أحذر وأنبه الكل إلى أن هناك شرذمة ما تتربص بنا وبالوطن معا وهي جهات وشخصيات اسميها ب "مافيا الذهب" لا تهمها التعايش السلمي أو الحفاظ على أرواح وحياة الأبرياء وهي شبكات إجرامية نافذة في الدولة العميقة تحاول هذه المافيا جاهدة أن تضرب منظومة الإلفة الاجتماعية السمحة بين التشاديين عن طريق إثارة النعرات القبلية وتحريض السكان على أساس قبلي وجهوي ومناطقي وزرع الفتن بين التشاديين بغية تحقيق مآربهم والوصول أهدافهم حتى إذا كان ذلك عبر جماجم الاشهاد.

#من_هؤلاء:

تتشكل هذه المافيا من شخصيات عسكرية ومدنية نافذة بالإضافة إلى بعض رجالات الإدارات الاهلية الممثلة للمناطق المستهدفة وتستمد قوتها الفاسدة من مناصب وهمية حيث تتموضع بذكاء شديد لتجد لنفسها مساحة مناسبة ما بين قمة الهرم وأجهزة الدولة التنفيذية والتشريعية والقضائية وتتغلغل داخل الدولة العميقة وتضم شخصيات مخضرمة من الجمهورية الرابعة.

تمارس هذه المافيا نشاطها ليلا بعيدا عن الأضواء والإعلام وهي تجيد تحركاتها بسلاسة وممسكة بكل خيوط اللعبة وتتخذ سياسة العصى لمن عصى والجزرة لمن عمى وسيلة للوصول إلى أهدافها بإستخدام نفوذها السياسي العسكري القوي داخل المفاصل الحساسة للدولة.

تنشط هذه المافيا بشكل أساسي في مناطق تعدين الذهب في كل ارجاء البلاد و بصورة خاصة في المناجم التي تقع في شمال البلاد "منجم كوري بوقودي- منجم وادي صالح- منجم وارقلا".

تتبع هذه المناطق لمدينة (فادا) حاضرة إقليم ايندي الشرقية يوجد فيها أعداد كبيرة من المنقبين التشاديين عن الذهب من مختلف مدن وأقاليم البلاد من أفراد وعمال وشركات صغيرة ومتوسطة.

تعمل بعض هذه الشركات منذ أكثر من عشر سنوات لديها كل المستندات والأوراق التراخيص اللازمة لممارسة أعمال البحث والتنقيب عن الذهب في المنطقة المحددة من قبل الدولة، أيضا تدفع الشركات المنقبة الاستحقاقات المالية المطلوبة منها بشكلة دوري شهريا كان أم سنويا من ضرائب ورسوم بلدية وقيمة إضافية واستحقاقات أخرى مع إلتزام الشركات التام بكافة الشروط الواردة بعقد التصديق من هذه الشروط تعهد الشركات والأفراد ببيع ما تحصل عليه من الذهب حصريا للشركة الوطنية للتعدين والمراقبة (SONEMIC).

#أهداف_المافيا:

تهدف مافيا الذهب التشادية أولا إلى وضع يدها علي كافة مناجم الذهب في شمال البلاد وممارسة أنشطة مشبوهه أخرى وتحاول أن تؤسس لنفسها ما يعرف بشركة الذهب القابضة أسوة بمناجم الذهب في "جبل عامر" بالجارة السودان الذي آل إلي شركة "الجنيد" القابضة للذهب في السودان لمالكها الحصري محمد حمدان دقلو حيث استطاع أن يجمع من جبل عامر من الكنوز "ما إن مفاتحه لتنوء بالعصبة أولي القوة" لكنه لم يستطع تعمير السودان من جبل عامر والآن تريد مافيا الذهب التشادية أن تستنسخ وتنقل هذه التجربة "العامرية" إلى تشاد وهذه أولى خطواته.

تقوم المافيا هذه المرة وعبر أيدي خفية تابعة لها في مدينة فادا تضم العديد من المسؤلين الكبار في الإقليم من عسكريين ومدنيين تقوم بتحريض السكان المحليين وتأليبهم ضد عمال المناجم وشركات التنقيب في مناطق وادي صالح و وارقلا.

تتبع المافيا سياسة ممنهجة وتكتيكات تحريضية عدائية من خلف الكواليس باستخدام البسطاء من السكان المحليين من أبناء المنطقة وذلك بحسهم على محاربة الشركات بكل الوسائل ومضايقة أصحابها وارتكاب جرائم في حق العمال و الافلات الدائم من العقوبة وضمان عدم التعرض للمسآءلة والمحاسبة القانونية.

#تقصير_حكومة_الاقليم_في_إنفاذ_القانون:

هذا التراخي والتساهل الممنهج و المقصود والمتعمد من قبل الأجهزة القضائية والعدلية بالإقليم شجع العديد من الشباب المتهور الغير واعي بما يجري والذي تم إستغلالة بأشع صورة ليرتكب الجريمة تلو الآخر من استهداف سيارات صهاريج الماء وإطلاق النار على اطاراتها وإطلاق النار علي العمال الأبرياء وحرق مساكن وممتلكات الشركات والتهديد العلني القتل بل وصل بهم الأمر من التحدي والجراءة إلى أن يقرروا إمهال كل المتواجدين في المناجم حتي تاريخ 15/07/2024 مغادرة مناطق التعدين والذي يبقى بعد هذا التاريخ المحدد في المنطقة يتم تصفيته جسدياً.

#نحو_المواجهات:

تحدث كل هذه التجاوزات من مواطن ضد مواطن آخر على مرآ ومسمع الحكومة الولائية وهي لا تحرك ساكن ماذا تنتظر الحكومة حتى تتحرك؟

هل تنتظر حرب أهلية ومذبحة دموية بين أبناء الوطن بحجة هذا منطقتي وذاك منطقتك حتى تتدخل؟

لماذا لا تخرج الشركة الوطنية للتعدين والمراقبة (SONEMIC) عن صمتها وتوضخ للرأى العام مجريات الأحداث خصوصا في منطقي وادي صالح و وارقلا، وتضع حداً للتجاوزات القانونية وللانفلاتات الأمنية.

#نداء_عاجل:

على رئاسة الجمهورية التدخل بصورة عاجلة وسريعة لحسم الأمر وإنهاء الفوضى والعبثية واللعب بأرواح الشعب التشادي من مسؤولي الإقليم وقطع الطريق أمام عصابات المافيا الإجرامية التي لا تهمها شيء سوى إشباع جشعها عن طريق ممارسة هوايتها المفضلة القتل والسرقة ونهب موارد البلاد ومدخرات العباد.

#نشر_الوعي_مسؤولية_الجميع.