-‐‐--------------------------------------------------------------
مند سنة 2011م ، وأثناء الأزمة الليبية عملت المنظمة الدولية ومن ورائها الدول الغربية وعلى رأسها امريكا ، عملت على استلام الملف الليبي وادارته ، ومند ذلك الحين تبادل على ليبيا أكثر من 10 مبعوثين للمنظمة ، كل مبعوث يدير الأزمة بطريقته ومن وراءه المطبخ الأمريكي ؟
من خلال استمرار الأزمة وكثرة المبعوثين، تدرك أن الأزمة خلقت لتستمر لأجل أجندة خفية -- لان الأزمات المشابه في العالم حلت في غضون سنة أو سنتين بالكثير -- فكان بإمكان المنظمة الدولية اصدار قرار بإنهاء حالة الجمود وتكوين لجنة للعدالة والمصالحة كما جرت العادة في كل الحروب الاهلية في أفريقيا-تفضى إلى عدالة مجتمعية وجبر الضرر ومن ثم إلى انتخابات برلمانية ورأسية تنتج عنها حكومة وطنية تحفظ سيادة وثروات الوطن --
هذا كله لم يحصل لان الأجندة الخفية لا زالت تعمل -- ما يهمنا في الموضوع هو وضع مكون التبو في هذه الحالة الجوسياسية؟
مند بداية الأزمة الليبية تم تقديم التبو في ليبيا كاقلية مطهدة واحد ضحايا نظام القذافي -- لقد سوق الاعلام الغربي لهذه الحالة بقوة وزارت الصحافة الغربية ومن تبعها من القنوات العربية التى تعمل في فلكها مناطق سكن التبو في ليبيا - وتم تصويرهم بأنهم مواطنون " بدون هوية" وان النظام السابق سلبهم ثقافتهم وهويتهم؟-- وسوق بعضا من ابناء التبو مظلوميتهم وتاجر البعض الآخر بها وكسبوا بها منافع مادية ؟
كلما جاء مبعوث من الأمم المتحدة لإدارة الأزمة الليبية ، يهرع إلى حيث نقاط الصراعات الاجتماعية في المدن التى شهدتها -- مرزق - اوباري - سبها - الكفرة -- رغم ان هذه الصراعات انتهت بجهود ومصالحات محلية وعاد الناس إلى رشدهم دون وساطة اممية؟
في هذا السياق تأتي زيارة المبعوثة الجديدة لمناطق مكون التبو وان كان هده المرة الموضوع اختلف وهو حشد التأييد للمقترح الذى تقدمت به بشأن إجراء مشاورات مع جميع المكونات خاصة الاقليات العرقية بشأن الاستحقاق القادم بشأن تشكيل حكومة وطنية موحدة؟
على عقلاء التبو ضرورة ادراك التالي :
أن هده اللقاءات الاعلامية لا طائل من ورائها ، وتفسر بشكل او بآخر بأنه تدويل لقضاياهم الثقافية في محاولة لتصويرهم بانهم مطهدون ويجب التدخل دوليا لمساعدتهم؟
والجانب الآخر والمهم هو الصورة النمطية التى تخلقها هذا الزيارات واللقاءات لمبعوث الأمم المتحدة باعيان مكون التبو لذى عموم الشعب الليبي -- وهو ان التبو يسعون لنوع من الحماية الدولية والاحتماء بالمنظمة الدولية-- بدون اسباب منطقية؟
ما تحقق لمكون التبو حتى الآن وبدون تدخل خارجي من اخوتهم الليبين جيد ويجب الإشادة به -- لقد شارك ابنائهم في لجنة صياغة الدستور-؟ وأصبح لهم أعضاء في البرلمان ومجلس الدولة ، واصبحت لهم حقائب وزارية في حكومات الشرق والغرب الليبي ؟
يجب على مكون التبو الحذر من استغلالهم- لاجندات دولية لا يعرف نهايتها ؟ وعليهم العمل من خلال الأطر الوطنية للمطالبة بالحقوق الدستورية او الثقافية او التنموية في مناطقهم--
اما تجربة طالباني العراق فهى غير قابلة للتطبيق في ليبيا —لان الظروف الجغرافية والتاريخية والاجتماعية مختلفة
صور الزيارات واللقاءات والاجتماعات مع ممثلي المنظمات الدولية وسفراء الدول الاجنبية لمناطق مكون التبو واللقاء مع الاعيان والمشايخ--لا تسر كل من يدرك حقيقة الاجندات الخفية --
ما انطبق على مكون التبو -- ينطبق على مكون الامازيغ والطوارق-
والله من وراء القصد
محمد طاهر