كاريكاتير يتجاوز حدود الانسانية؟

الكاريكاتور الذي نشرته مجلة #شارلي_إيبدو الفرنسية الساخرة يوم الثلاثاء "تجاوز حدود الإنسانية"، حسب ما عبّر عنه مواطنون وسياسيون أتراك، فيما ضاعف من "الأذى النفسي" وتداعيات الكارثة الحاصلة، التي لم يستوعبها عقل حتى الآن.

نشرت المجلة الساخرة كاريكاتيرا عن الزلزال، اختصرته برسم لمبنى مدمر وسيارة مقلوبة وعليه عبارة: "لا داعي حتى لإرسال دبابات!".

وتباينت القراءات الخاصة بهذه العبارة والمعنى الذي تقصده "شارلي إيبدو"، إذ توقع صحفيون وباحثون أتراك أن مقصد المجلة يتعلق بفكرة "لم تبقَ هناك حاجة لإرسال دبابات لقتل الأتراك، فهم قُتلوا خلال الزلزال"، فيما اعتبر آخرون أن القصد يرتبط بـ"تحول تركيا إلى ساحة حرب مثل أوكرانيا، دون أن تضطر فرنسا لإرسال دبابة واحدة".

وذهب قسم ثالث بخلاف الروايتين، بأن القصد هو "التعبير عن حجم الأضرار التي لحقت بالمدن، وكأنها معرضة لقصف من دبابات"، دون أن ينفوا فكرة أن ما حصل "يتجاوز حدود الإنسانية".

وسبق للمجلة التي تشتهر برسوماتها الصادمة أن سخرت من ضحايا زلزال إيطاليا عام 2016، حسبما نقلت فرانس برس. وأثارت المجلة الانتقادات حين صورت ضحايا بلدة "أماتريتشي"، أكثر المناطق تضررا من زلزال قوته 6.2 على مقياس ريختر، وكأنهم أطباق معكرونة إيطالية، وأن دمائهم أشبه بصلصة الطماطم، وأجسادهم هي اللحم الذي يتواجد بأطباق اللازانيا.

وضمن ردود نددت أوزنور كوجكر سيرين، المتخصصة في العلاقات الدولية، بالقول إنه "يسخر من معاناة شعب".

وأسفر "كاريكاتير الدبابات" عن ردة فعل قوية في تركيا، خلال الساعات الماضية، وشارك فيها مشاهير وصحفيون وسياسيين ومستخدمين عاديين عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

تعرف المسلمون على "شارلي إيبدو" في العام 2015، بعد أن نشرت المجلة رسومات للنبي محمد أثارت موجة غضب كبيرة في العالم الإسلامي. قبل ذلك بسنوات حمل غلاف عدد صادر في 7 ديسمبر 2011 رسما كاريكاتيريا عن قصة "العشاء الأخير" للمسيح المذكورة في الإنجيل. وفي 2014، أصدرت المجلة عددا خاصا عن قصة ولادة المسيح، وهو العدد الذي تسبب في انتقادات واسعة للمجلة من قبل المتدينين.

كذلك سخرت المجلة من المحرقة اليهودية، إلى جانب عدد من الإصدارات التي تضمنت سخرية من السياسة الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين، حيث نشرت رسوما تشكك في مبررات إسرائيل لقتل الفلسطينيين.