نهاية «قرن المهانة»: الصين ترسم خطوطها الحمراء


عدم احترام الخطوط الحمر للأمم العريقة العائدة، كثيراً ما يقود إلى الحرب.

الخطّ الأحمر لبكين شرعنة واشنطن انفصال تايوان ولو تدريجيا كما أن ضمّ أوكرانيا لـ"الناتو" ولو دون إعلان رسمي خط أحمر لموسكو.

تفكّك الاتحاد السوفياتي وانهياره، واستمرار سياسة تطويق روسيا وحصارها لعقود ثلاثة، هو الترجمة العمليّة للمهانة التي تعرّضت لها روسيا.

الصين تتحدّث عن «قرن المهانة»، الذي بدأ مع «حرب الأفيون» البريطانية ضدّ بكين، وانتهى بوصول الشيوعيين إلى السلطة في عام 1949.

ليس بالضرورة أن تلجأ الصين إلى القوة المسلّحة لاستعادة وحدتها الترابية كخيار أوّل، لكنها ستمنع، ولو بالقوّة، أيّ تشجيع للنزعات الانفصالية فيها.

بخلاف روسيا التي تواجه خطراً وجودياً ناجماً عن وصول "الناتو" إلى حدودها، الصين غير مضطرة للتدخّل عسكرياً في تايوان لإنجاز عملية التوحيد قسرياً.

قرار روسيا التصدّي عسكرياً لاستراتيجية احتوائها، بالتدخُّل في أوكرانيا، يؤذن بدخول العالم عصراً جديداً تمحو فيه "الأمم العريقة" المهانة التي فرضها الغرب.

لم تكن الصين متسرّعة لإعادة التوحيد سلميا أو بالقوّة ورهانها الأفضل صعودها المستمرّ وعندما تصبح المجابهة العسكرية معها مرتفعة الكلفة لأميركا، ستوافق تايوان على العودة إليها دون قتال.

د. وليد شرارة كاتب وباحث لبناني في العلاقات الدولية

المصدر | الأخبار