في الـ15 من أغسطس عام 2021، انسحب الجيش الأمريكي من كابول بعد 20 عامًا من غزو #أفغانستان، وقد صدمت "لحظة كابول" العالم. لقد مر عام على هذا الانسحاب، تواجه أفغانستان التي تتطلع إلى إعادة الاعمار تحديات متعددة مثل الأزمة الإنسانية المتصاعدة والكساد الاقتصادي المستمر والهجمات الإرهابية المتكررة، لا يزال من الصعب التخلص من الفوضى التي خلفتها "الديمقراطية الأمريكية" في أفغانستان.
في عام 2001، شنت الولايات المتحدة الحرب على أفغانستان تحت شعار "مكافحة الإرهاب". سواء كان الغزو الأمريكي أو الانسحاب النهائي المفاجئ، فإن الولايات المتحدة لم تضع مصالح الشعب الأفغاني في اعتباراتها، فلم تكن تفكر إلا بمصالحها الشخصية. صرح الرئيس الأمريكي جو بايدن علنًا أن هدف الولايات المتحدة في أفغانستان ليس إعادة الاعمار.
لقد خلفت الحرب التي دامت طيلة 20 عامًا للشعب الأفغاني دولة محطمة واقتصادا منهارا. فمن ناحية، جعلت سنوات الحرب أفغانستان في وضع صعب يتمثل في ضعف البنية التحتية ونقص الكوادر المهنية والأموال؛ ومن ناحية أخرى، عانت أفغانستان أيضًا من كوارث طبيعية مثل الجفاف المستمر والزلازل الشديدة التي سببها تغير المناخ خلال السنوات الأخيرة، وكل ذلك جلب تحديات هائلة لاقتصاد أفغانستان وأبناء شعبها. وفقًا للبيانات التي صدرت في وقت مبكر عن المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فإن أكثر من 23 مليون شخص في أفغانستان يعانون من الجوع الشديد، أي أكثر من نصف إجمالي سكان أفغانستان. وقدر برنامج الأمم المتحدة الإنمائي أنه بحلول منتصف عام 2022، يمكن أن يعيش حوالي 97 بالمائة من سكان أفغانستان تحت خط الفقر.
في مواجهة الصعوبات العديدة لأفغانستان في إعمار البلاد، لم تكتفي الولايات المتحدة بعدم المساعدة، بل استخدمت عصا العقوبات: فبعد تولي طالبان السلطة في أفغانستان، أعلنت الولايات المتحدة تجميد الأصول الخارجية التابعة للمصرف المركزي الأفغاني بقيمة 7 مليارات دولار أمريكي. بالإضافة إلى ذلك، أعلنت إدارة جو بايدن في شهر فبراير الماضي استخدام نصف الأصول المجمدة لتعويض ضحايا هجمات 11 سبتمبر 2001، وتحويل النصف الآخر إلى حساب لبنك الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك. ولم تفرض الولايات المتحدة عقوبات على القطاع المصرفي الأفغاني فحسب، بل أجبرت أيضا العديد من المانحين، بما في ذلك صندوق النقد الدولي، على وقف المساعدات المالية لأفغانستان. وقد أدت أعمال النهب والإكراه هذه إلى نقص النقد الأجنبي وارتفاع الأسعار وارتفاع معدلات البطالة في أفغانستان وجعل حياة أبناء الشعب الأفغاني أكثر سوءا.
والأمر الأكثر مأساوية هو أن الساسة الأمريكيين لا يزالون يحاولون استغلال الجزء الأخير من "فائض القيمة" لأفغانستان. فمع اقتراب انتخابات التجديد النصفي في الولايات المتحدة، أصبحت "لحظة كابول" واحدة من النقاط المحورية للصراع بين الحزبين الأمريكيين. وبدلا من التفكير في الكوارث التي ألحقتها الولايات المتحدة بالشعب الأفغاني، لا يزال الساسة الأمريكيون يستغلون هذه المعاناة.