المفكر الفرنسي اتييان دولابواسييه جاء في كتابه العبودية الاختيارية.
( عندما يتعرض بلد ما لقمع طويل تنشأ أجيال من الناس لا تحتاج إلى الحرية وتتوائم مع الاستبداد ويظهر فيه ما يمكن ان نسميه (المواطن المستقر )
المواطن المستقر يعيش في عالم خاص له وتنحصر اهتماماته في ثلاثة اشياء:
1/ لقمة العيش
2/ كرة القدم
3/ الدين
تذكرت هذا الكتاب فى ثلاث مواقف ...
الموقف الأول يوم الجمعة...
وبينما المليشيات تتحارب ويسقط الأبرياء وسط صراخ النساء المحاصرات فى صالات الافراح يوم الخميس ، خرج علينا خطيب يوم الجمعة يتكلم عن عذاب القبر وكأن ما حصل ليلة الخميس موضوع لا يعنيه؟
الموقف الثاني يوم السبت ...
الجماهير التى خرجت فرحة بفوز فريق الاتحاد فى طرابلس فى دوري البطولة فاق كل توقع ، نست هذه الجماهير أزمة الكهرباء ، والسيول، وخراب المستشفيات والتى عجزت عن استقبال الجرحى الذين سقط بهم مدرجات الملعب؟
الموقف الثالث يوم الاحد ...
وانا فى طابور المصرف ، وتحت الشمس الحارقة انتظر فتح المصرف لاسحب حلال مرتبي، حتى جاء احدهم وسحب بعض الشيكات من معارفه فى الطابور ليغيب نصف ساعة واحضر لهم مرتباتهم، بينما انتظرنا نحن فى الطابور حتى نهاية دوام المصرف ...قبلنا ورضينا ان نرجع يوم غدا؟
من خلال هذه المواقف الثلاثة ..فهمت جيدا عنوان الكتاب واعترفت باننى مواطن مستقر جدا....
محمد طاهر
