القطرون ...التاريخ يعيد نفسه؟


ما حصل في القطرون ووادي الحكمة يوم أمس، ليس جديد، ولن يكون الأخير على من يعرف تاريخ المنطقة ، وهى ضمن سلسلة من الاحداث والتي لم تخرج عن سياقها التاريخي المعروف و هى بالتالي لم ولن تتوقف الا اذا حصلت معجزة وأصبحت منطقة القطرون تقع على شاطيء البحر الابيض المتوسط ، ولون بشرة سكانها مالا الى البياض واصبحوا ..."يقودا" هو امر بعيد الوقوع ؟

الحملات الامنية، والعسكرية الموسمية والتى تأتى من الشمال القريب من سبها، أو الشمال البعيد من شرق البلاد أو غربها ثارة باسم تأمين الحدود ،و ثارة باسم القبض على مطلوبين وثارة باسم مطاردة الإرهابيين، وثارة باسم الهجرة الغير شرعية ، كانت دائما مرعبة ومستفزة ، ومخيفة للسكان البسطاء والذين لا حول لهم ولا قوة فى الاعتراض عليها ؟ لذى كانت وسيلتهم الوحيدة هى اتقاء شر هذه الحملات قبل وقوعها وذلك بفضيلة حسن الحظ، كأن خبر يتم تسريبه عن تحرك هذه الحملة قبل موعدها فيهرع السكان الى اخفاء ما يمكن اخفاءه من السيارات الصحراوية المهترئة ، والتى لازالت تستعمل للتنقل بين القرى أو المزارع البعيدة وغابات النخيل التى تقع فى المناطق الرملية الوعرة؟

افراد هذه الحملات الامنية أو العسكرية يظهر لك ومند الوهلة الأولى عندما تراهم انهم فى مهمة غزوة ، وليسوا أفراد جيش نظامي جاء لحماية الوطن والشعب، وهذا يتضح من طريقة تعاملهم مع السكان وذلك بعمليات الاستفزاز الغير مبررة ، وكأن هؤلاء السكان هم رعايا دولة اجنبية أو هجرة غير شرعية وافدة عبر الحدود ....، اقتحام البيوت الآمنة ، وارهاب النساء والاطفال، وإهانة الشيوخ وهم في ارذل العمر ، وإطلاق الرصاص العشوائي أفعال لا يمكن أن يصدر عن جيش نظامي جاء في مهمة حماية الوطن والدستور والشعب؟

قلنا لكم ومند احداث 2011م ، سيعيد التاريخ نفسه ، وستأتي قوافل العسكر ، أو الفلاقا، أو الحملات الامنية من الشمال ، الى الجنوب تحت عناوين مختلفة ، وحجج وشعارات منفتحة، ولكنها فى العموم لها غاية وهدف واحد وهو بلغة فبراير ..." تمشيط الغلابا"؟

الطيب من سبها