الصراع على ريع النفط..


.

==============

لولا طفرة النفط في ليبيا - ولولا حاجة الرأسمالية الغربية الى النفط - لكان إقتصاد الغزو في ليبيا قائما إلى اليوم ، ولكانت حروب الغزو والتى اسماها مجتمع الجنوب فى ليبيا الى زمن قريب " الفلاقة " تنتج وتحقق نوعا من العدالة الإجتماعية البقاء فيها للاقوى )..

قد يقول لك ليبرالي جاهل إنه تاريخ مشين وغير انسانى...هذا صحيح بمقياس الان... ولكن بمقياس الماضى كان هذا طبيعيا وعقلانياً؟

مهما وصفنا ان ما يجرى فى ليبيا من صراع وحروب بمصطلحات الحاضر ( الحرية ...والثورة ..والديمقراطية, الدولة المدنية ) فهو يبقى نوع من حروب الغزو على الريع النفطى ولكنها بطريقة وادوات اخرى؟

ادوات اخرى وصراع من نوع آخر , اطراف اقليمية و دولية وحروب بالوكالة , واستقطابات سياسية تحت شعارات انسانية تخفى وراءها اطماع دول كبرى على النفط...

انها فلاقة ولكنها من نوع حديث تستخدم فيها الطائرات والمليشيات على الارض , وشعارات الديمقراطية والدولة المدنية عبر اثير الفضائيات لنشر الطمئنينة حتى يسهل سرقة المقدرات ؟

المواطن فى تجرهى او غدامس او فى مسه لا يعرف اين يقع حقل الفيل لنفطى وماذا ينتج واين يدهب انتاجه واين هى عائداته ,هذا المواطن فقط عندما يأتى للمصرف لاستلام مرتبه يبلغ ان مرتبه لم (ينزل ) واذا احتج لذى الموظف المسؤل قد يبلغ انهم لم يبيعوا اى برميل للنفط هذا الاسبوع بسبب الاقتتال على آبار النفط؟

قيرفع يداه بالدعاء على اولاد الحرام الذين يتقاتلون عند بئر النفط ويوقفون بيعه؟ وهو لا يعلم ان اولاد الحرام هم انفسهم من اتوا بالمستعمر الى بلاده ودمروا وطنه ورهنوا أبار النفط للشركات الاجنبية وسرقزا مقدرات الليبين وكنزوها فى البنوك الغربية ؟

لقد نجحوا فى صناعة الاحقاد والفتن والخصومات والكراهية بين الليبين, بحيث اصبح الليبيون ينظرون الى ازمتهم بانها صراع بين الدولة المدنية ودولة العسكر وصراع بين شعارات الديمقراطية والدكتتورية , وصراع بين سبتمبر وفبراير وهى شعارات فى حد داتها كافيه لاشغال الليبين عن مصير وطنهم ومستقبله واستثمار مقدراتهم من عائدات النفط فى البناء والتنمية ..

سيمضى وقت غير قصير حتى يكتشف الليبيون , ان مصطلح الفلاقة لم ينتهى من قاموسهم الاجتماعى والثقافى ولكنها تتشكلت فى صور واشكال اخرى ربما لا يعرفونها ولم يتعودوا عليها فى السابق .واخشى ان اقول بانها هى من سوف تحدد مستقبلهم البعيد.