· لط...ليبيا طرابلس؟ لب ...ليبيا بنغازى ؟ لف ...ليبيا فزان

؟

لم تكن مجرد لوحات تمييز المركبات عن بعضها, وانما كان منهج لتقسيم وطن؟

----------------------------------------------------------

فكرة الاقاليم الثلاثة فى ليبيا كانت ولا زالت فكرة رجعية متخلفة تجاوزها الزمن, والظروف التى خلقت هذه الفكرة اندثرت وانتهت كما انتهى اصحابها , الحنين الى الماضى هو احد اعراض انسداد افق المستقبل والبكاء على الاطلال هو سمة كل الاغانى الحزينة والتى تستدعى الماضى لتعيش فى ظلاله , والماضى لايمكن ان يكون مصدر اللهام مالم يؤخد باسباب الحاضر ويتم التطلع الى المستقبل بثقة.

على شباب ومثقفى ونخب وسياسى فزان التخلص من عقدة الهروب الى الماضى , لان ماضى فزان ليس فيه ما يلهم للمستقبل , فهو ماضى تبعية وخضوع وتعايش مع الظلم...

نحن فى عالم يتجمع ولا يتفتت , يتوحد ولا يتشضى , فى عالم بدأ يسخر من فكرة الحدود والبوابات فى عالم اصبح سوق كبير تنساب فيه الافكار قبل البضائع, هذا العالم لا يمكن الولوج اليه بثقافة القرن الماضى ثقافة القبيلة والعشيرة والنجع والاقليم الفيدرالى المبنى على احلام واساطير القبيلة ...

ليبيا لا يمكن الا ان تكون دولة وطنية واحدة بمؤسسات وطنية موحدة ,وحكومة وطنية واحدة ثمتل بها كل مكونات الشعب الليبى ليس على اساس العرق والقبيلة بل على اساس الخبرة والمهارة والمعرفة فى ادارة شؤون الدولة , لا الجغرافيا ولا التاريخ هى حجة يمكن الاعتماد عليها لتقسيم هذا الوطن وتجسيد الفرقة ؟

ان فشل الحكومات الليبية المتتالية , فى الاهتمام بالجنوب الليبى وتنميته , وفشل ابناء فزان فى الاهتمام بمدنهم وقراهم , ليس مبررا كافيا لخلق رؤى طوباوية تدغدغ عواطف العامة دون ان تمس عقولهم وتطلعهم على حقائق الامور ؟

ان سبب الاحباط الذى يعانى منه ابناء فزان والذى جعل البعض يهربون الى الماضى للبحث عن صيغة فى ظاهرة علاج لمشاكلهم واحباطاتهم وداخلها تحمل بذور التشتت والضياع والبحث عن السلطة البديلة هى فى الحقيقة هروب من مواجهة المستقبل وخوف من عدم مواجهة الحاضر وتداعياته وهى فى العموم حالة مؤقتة تحمل بذور فنائها فى داتها لا تلبت ان تنتهى لتحل محلها فكرة اخرى لا اضمن بان تكون افضل منها؟

ليبيا بالكامل هى حالة استثنائية , والحالات الاستثنائية الا يمكن ان يقاس عليها لتخطيط المستقبل وعليه يجب على من يريد الخير لفزان ولابناء فزان ان لا يفكر خارج حدود الدولة الوطنية وان اى صيغة او فكرة تطرح الان بحسن نية او لسؤها لا تزيد الوطن الا تشردما ..

ان التفكير فى التخلص من هذه الحكومات القزمية الفاسدة فى الشرق والغرب الليبى هو واجب وطنى بالدرجة الاولى , وأن التفكير فى تخليص ليبيا من التبعية العربية او الاجنبية هو واجب وطنى بالدرجة الثانية , وهذا الواجب هو مهمة الوطنيين من الشباب مثقفى ونخب وتقنوقراط والحالمون بالمستقبل من ابناء الشعب الليبى.عليهم ان يكتشفوا الادوات الكفيلة بتخليصهم من هذه الورطة؟

تباوى ودبلوماسى سابق ...