التبو و القدافى

192618315_189520619730082_4863188135243916824_n.jpg



--------------
مقال حصرى لصفحة احرار التبو ..الدكتور صابر التباوى
---------------------------------------------------

مشكلتنا لم تكن مع القدافى , فالقدافى لم يكن الا حاكما و الحاكم انسان بطبيعة الحال يخطىء ويصيب قد يكون مستبدا وقد يكون دكتتورا وقد يكون عادلا فدلك هو قدر الجموع البشرية يوم ان خلق الله الارض واستخلف فيها الانسان وحمله الامانة. الحاكم علامة تجارية بامتياز وهو من صنع الشعوب ,لم يدكر التاريخ لنا حاكما حكم دون ارادة الجموع, فالجموع كانت دائما صاحبة الفضل فى منح الشرعية للحاكم ولكنها كانت دائما اولى ضحاياه.
ان الحكام لايصنعون ثقافة الشعوب ولكن الشعوب هى من تصنع ثقافة الحاكم مصداقا لقول الحديث الشريف "كيفما تكونوا يولى عليكم". بايع الليبيون القدافى وارتضوه قائدا وزعيما و حاكما عليهم فاصبح القدافى ولى امرهم , التبو كانوا جزءا من هدا المشهد فمسيرات التاييد والمبايعة ووفود القبائل والتى كانت تحج الى باب العزيزية سرا دون علم العامة من الناس او علانية عندما كانت تنقلها وسائل الاعلام كانت رسائل موجهة الى الجميع باننا نؤيد القائد والزعيم ونبارك خطاه ونتبرأ من اعداءه حتى وان كانوا ابناءنا ؟
مشكلت الشعوب هو النفاق من اجل الحصول على مكاسب نفعية , ومشكلة الحاكم مع الشعب هو ايضا النفاق من اجل استغلال هذه الحاجات لصالح اخضاع ارادتهم ليسهل حكمهم..هذه هى معادلة الحكم يشكل عام عبر التاريخ؟
مشكلتنا نحن مجتمع التبو لم تكن مع القذافى , ولكن مشكلتنا كانت مع ثقافة مجتمعية داتية , وثقافة مجتمعية خارجية وهى ثقافة المحيط الاجتماعى الذى نعيشه؟
الثقافة الداتية ..هى ثقافة مرضية نفسية نعيشها مند امد بعيد مثمتلة فى ثقافة العزلة والانغلاق والتوجس والشعور بهاجس عدم المواطنة ,والشعور بالغربة فى الوطن... وهذه ثقافة جعلتنا نهرب الى مجاهل الماضى وعدم القدرة على التأقلم مع الحاضر والتطلع الى المستقبل وذلك نتيجة لعدم اكتسابنا لادوات العلم والمعرفة واكتساب مهارات التاهيل واكتساب ثقافة العصر..
ثقافة المحيط الاجتماعى ..هى ثقافة المجتمع الذى نعيش فيه وهى ثقافة مرضية ايضا حيث ان جزء كبير من المجتمع العربى الليبى يمارس بشكل ممنهج الثقافة العنصرية والنظر الى كل من هو ليس عربى ويشاركه الوطن ليس وطنى و بانه مواطن منقوص المواطنة أومواطن من الدرجة الثانية( مع كامل تقديرى واحترامى لجزء كبير من الليبيين والذين لا تنطبق عليهم هذه الظاهرة ..)
هاتان الثقافتان كانتا سببا فى تخيل البعض من ابناء التبو بان المشكلة هى مع الحاكم , وهى ليست كذلك ؟ والذليل على ذلك هو ما نعيشه الان من عزلة وانغلاق وعنصرية بل تقتيل وتهجير واقصاء وهذا يحصل فى غياب القذافى ؟
لم يتغير الحال بتغير الحاكم , بل زاد الحال سؤ وهذا يعنى ان الامر كان اكبر واعمق من ارادة الحاكم ,الامر له علاقة بكم هائل من تراكمات مزمنة لامراض الجهل والتخلف والعصبية والانانية والعنصرية فى دهن المواطن والذى كان سببا فى صنع الحاكم او تأييده هذا المواطن والذى دوما وحسب نظريات التحليل النفسى ينكر عيوبه و يصب جام فشله على الآخر وهو الحاكم .