في أحدى الحروب كتب أحد الجنود رسالة
تم العثور عليها في ملابسه بعد مقتله , يقول فيها :
إن مُتّ , لا تصدقوا كل شيء
فإن قالت لكم أمي في برنامجٍ تلفزيونيٍّ سخيف :
كان يتمنى الشهادة وكان يقول : نموت نموت و يحي الوطن
لا تصدقوها
فأنا لم أقل ذلك , و أنا مثلكم أحب الحياة ولا أتمنى أن أموت
لكنّ المذيعة ذاتَ الحُمرةِ الفاقعة أقنعتها أن تقول عني ذلك
اما صديقي ذلك الذي حمّل صورة لي في منزله و كتبَ شِعراً و هو يتغنى بِـ شهادتي حداداً لا تصدقوه , فهو منافق كبير
و كم من المرات طلبت منه أن أستدين مبلغاً بسيطاً من المال
لكنه كان يتهرّب مني
أما صاحب الفخامة , فلا تصدقوه أبدا وهو يتغنّى بِـ روحي القتالية العالية و حبي ل الوطن في حفل التأبين
أترونَ طقمه الأنيقَ ذاك ؟
لقد أشتراه من سرقة المعونات المخصصة لنا
نحن أبناء الفقراء ب هذا البلد وقود ل الحروب التي هم يوقدوها , أما أبناء صاحب السياده و الفخامة فهم أما خارج البلد مترفين أو يتسكعوون في الكافيهات و الملاهي
و هؤلاء الذين يطلقون الرصاص في الهواء ب تشييع جثماني
ترى من هم ؟
لم أرهم أبداً في أي معركة ؟!
كما أني لم أكنْ بطلاً كما يقولون ولا أعرف شيئا عن البطولة أو شعارات حب الوطن و القائد و لكن البندقيةِ إغواءً كما
النساء تستفزُّ الرجولةَ الحمقاء
إن مُتّ ب رصاصٍ أو ب قذيفةٍ سقطت مصادفةً ب قربي
أو إنْ مُتّ قهراً لا فرق !
لا تصدقوا سوى تنهيدةَ أمي عندما تكون وحيدة و إنكسارَ أبي
و دمعةً خفيفةً نبيلةً من حبيبةٍ لطالما وعدتُها أنْ أكونَ بخير
فلا نامت أعين الجبناء و من يتغنوا بِـ نضالنا
لطالما سألت نفسي لماذا فقط أبناء الفقراء هم الشهداء ؟!
و هم المدافعين ؟!
و هم لايملكون متر على هذة الأرض ؟!
و تباع عليهم قبورهم ؟!
لماذا لم نسمع موت مسؤول ؟!
أو أبن مسؤول من أجل الوطن ؟!
فهل وجدت الإجابة بعد موتي ؟!
أنا آسف يا وطني لم أمت لأجلك
و لكني مت لأجل لقمة العيش في وطن لم يوفر أقل متطلبات حياتي