سبها الحزينة ...

سبها الحزينة...
=========
سبها الحزينة...مدينة لا لون لها ولا طعم فى حاضر الايام .. مدينة يحكمها الخوف ويلفها الحذر, ويطويها النسيان اختفت فيها مظاهر الدولة وسيادة
القانون بعد حروب قبلية دامية لم تسلم منها قبيلة الا ودفعت ارواحا من خيرة شبابها اشباعا لنزوات مريضة ومكبوتة فى قلوب نفرا من اهلها على مدى عقود...
سبها الحزينة مدينة تأسست على الحزن والالم ...حزن مكبوث قبل نكبة فبراير ..وحزن ظاهر بعد نكبة فبراير ؟ لا زلت ارى اهلها ربما يفضلون شراء أمنهم وسلامتهم مقابل كضم غيضهم وحزنهم على ما اتى به الزمن من غوائل الدهر عليهم , ؟
فى ظل هذا الخوف والحزن تمت مراسم التسليم والاستلام لمهام المجلس البلدى سبها , رئيس البلدية السابق ينتمى لقبيلة بعينها , ورئيس البلدية الجديد ينتمى لنفس القبيلة , ويشهد التسليم والاستلام مجلس شورى القبيلة ذاتها لتبارك عملية التسليم والاستلام , اما خارج مقر مجلس بلدية سبها فقد حرستها المليشيا القبلية لذات القبيلة , ..
انه مشهد اقل ما يقال عنه انه درامى يخلوا من اى متعة لاهل الجنوب البسطاء والذين يبحثون عن قوة يومهم ويطاردون سيارات الوقود القادمة من الشمال فى مسيرة مخزية بسياراتهم المهترئة , فى ظل هذا المشهد البائس تمت اجراءات التسليم والاستلام المجلس البلدي سبها؟
الدولة فى سبها هى قبيلة , والقبيلة فى سبها هى دولة لا تتعب نفسك فى البحث عن الفروق السبع بين الدولة والقبيلة فى هذه المدينة ,هذا الحال ليس وليد الحاضر بل هو من أرث الماضى ايضا , وان كان الماضى مسكوت عليه بجرعة السياسة ؟
المناصب ذات الاهمية والتى بها عوائد واصول مالية فى هذه المدينة , توزع حسب مؤهل العرق والجينات القبلية , اما ما دون ذلك فهى توزع حسب الولاء لدولة القبيلة فى اجتماعات ليلية يحضرها وجهاء دولة القبيلة والذين يظهرون بالنهار فى رداء التقوى والورع والتباكى على ما آل اليه حال الجنوب من سؤ وقد تجدهم حتى على منابر المساجد يوم الجمعة من كل اسبوع...
قد يتغير حال ليبيا فى قادم الايام بمعجزة ...ولن اكفر ان قلت لكم ان حال سبها لا تغيره حتى معجزة؟