حول المشهد ..
منقول…
حفتر في مصر للمرة الثالثة بعد حملته العسكرية ( 14 أبريل ، 9 مايو ، 3 أغسطس ) .. ورغم الدعم المصري للحملة لكن مصر غير راضية على مايحصل ، فالمعركة دخلت الشهر الخامس ولم تحقق أي أنجاز يذكر ، مع تقارير مزعجة على الصعيد الدولي بكشف السلاح الخارجي والمرتزقة السودانية وشركة علاقات ضابط الموساد بن مناشي وأجتماعات عناصر الموساد في الأردن ، وكذلك أرتفاع حصيلة الضحايا التي تجاوزت 1200 قتيل مما يجعل الموقف الدولي قد يتغير من الصمت وغض البصر إلى التدخل وسحب البساط من تحت اقدام الجميع .
لكن ما أغضب مصر هو سيطرة الأمارات شبه الكاملة على المشهد ، فهناك تسريبات عن تجهيزها لتشكيل حكومة أنتقالية بعد دخول حفتر لطرابلس ، ووضع اليد على مؤسسة النفط وموانئ التصدير ، وعلى قوات الكرامة من خلال دعم قيادات ووحدات عسكرية .
الأمارات أصبحت تشكل صداع لمصر في الملف الليبي ، كما تمارس ذات الدور المزعج للسعودية في جنوب اليمن ، حيث تدعم مليشيات مناطقية ، والمجلس الأنتقالي الأنفصالي الجنوبي ، وتتحكم في ميناء عدن ومحافظة بلحاف النفطية وجزيرتي سوقطرى وميون .
حفتر حاول أرضاء مصر بتسليم عشماوي وسيتم تسليم أخرين خلال الأيام القادمة ، ومصر تحاول أستعادة دورها حيث أستدعت أعضاء مجلس النواب للإجتماع في القاهرة ، لكن ذلك ليس كافي وتطلب من حفتر المزيد ، ولم يجد أكثر من تأكيده على حشد كبير لهجوم كاسح مهما كانت خسائره على الأرض قد يحقق ولو أنتصار جزئي يرضي به الداعمين أقليميا ، ويطمئن المؤيدين له داخليا .
هذا لايعني أن الطرف الأخر في أبوستة أحسن حالا ، فالمليشيات تعرضت لأستنزاف كبير ، مع أحتقان داخل مصراتة جراء الحصيلة الكبيرة من الخسائر ، وعزوف الشباب عن الألتحاق بالجبهات رغم المغريات المالية ، وتململ داخل طرابلس وأرتفاع صوت الرفض للمليشيات مع تصاعد أزمات أنقطاع الكهرباء والمياه .
وما زاد الطين بلة تضييق الخناق على تنظيم الأخوان وأزمة أردوغان الأقتصادية والسياسية مع سقوط البشير وأرتباك الغنوشي ، وأشارات سلبية من أمريكا عن التنظيم وجرائمه وتورطه في أعمال أرهابية ونشاط سري في بعض دول أوربا .
بالمحصلة الرجمة وأبوستة تحت الضغط والأبتزاز من اللاعب الخارجي سواء الأقليمي أو الدولي الذي رهنا قرارهما له ، مع ضبابية حول النتائج ، وتلاعب البعثة الأممية بالمشهد وجعل الطرفين تحت الأبتزاز بتقارير لمجلس الأمن تحوي أنتهاكات وتهم ومجازر قد تتحول إلى مطالبات وتحقيقات دولية عبر الجنايات ، ولوبيات الهيمنة تراقب وترصد سير الأحداث بخطة ممنهجة تحقق السيطرة على الموارد ونهب الأرصدة وتغلغل البنك الدولي والشركات الغربية في مفاصل الدولة .
لكن هذا ليس كل المشهد ، فهناك ما ستفرزه قادم الأيام يغير بوصلة الفعل ويقلب مخططات الخارج ،ولكل أمر أوان ولكل زمن رجال .. ي