الجزء الثالث والاخير …
-----------------------
حقائق للتذكير من الجزء الاول , والجزء الثانى :
-اللغة التباوية لغة شفهية يتكلم بها ابناء التبو فى الاقاليم التى يتواجدون بها وليست لها ابجدية للكتابة.
-حاول بعض ابناء التبو فى سبعينيات القرن الماضى من اكتشاف ابجدية للكتابة باستعمال رموز خاصة لكتابتها الا ان المحاولة لم ترى النور( المرجع -مجلة زلا )
-هناك محاولات من بعض البحاث باستعمال الابجدية العربية فى كتابة اللغة التباوية وكانت محاولات محدودة( المرجع -ابجدية عبدالمنعم المحجوب )..
-اللغة التباوية خضعت للدراسة والتحليل من قبل منظمة SIL باعتبارها لغة اقلية عرقية تعانى من نقص الابجدية ,وصنفتها من ضمن اللغات المهددة بالانقراض واوجدت لها الابجدية اللاتينية للكتابة والنطق؟(
مرجع)
- الابجدية اللاتينية لم تكن خيارا مستقلا من ابناء التبو , ولم يساهموا فى اكتشافها بل تم تصديرها اليهم من منظمة SIL.
لا يختلف اثنان فى اهمية اى لغة مهما صغرشأنها و عدد المتكلمين بها , فاللغة هى الهوية وهى الثقافة وهى الكيان الاجتماعى للامة, وهى وسيلة التواصل بين ابناء الامة الواحدة وايضا بين الامة والامم الاخرى عن طريق الترجمة ونقل المعرفة ,واللغات بشكل عام عرضة للغزوا والاستلاب وحتى الانقراض .
سبق وان ذكرنا منظمة SIL واهتمامها بلغات الاقليات لغايات فى نفسها وهى خدمة اهدافها المعلنة والغير معلنة, ونحن هنا نعترف بان الاسلوب والطرق العلمية التى أتبعتها وتتبعها هذه المنظمة فى تشخيص حال اللغات المستهدفة هو اسلوب علمى وحديث لانه يعتمد على وسائل علمية وثقنية حديثة.
ونحن نتفق معها ايضا فى ان اللغة التباوية هى احدى اللغات المهددة بالانقراض نتيجة اجتياح العولمة لعالمنا والتى لا تستطيع حتى بعض اللغات المعروفة والقوية الصمود امامها. الا ان الحل الذى طرحته المنظمة فى اختيار وسيلة لانقادها من الانقراض بابتداع الابجدية اللاتينية هو مثار جدل لذى اوساط واسعة من ابناء التبو .
والاسباب التى تثير هذا الجدل هى على النحو الاتى:
-الكلمة والحرف او الابجدية فى اى لغة هى ليست مجرد رسم تشكيلى قابل للنطق بل هى ذاكرة وموروث ونغمة ولحن من الارث الثقافى للماضى, والذاكرة التباوية لا تحمل اي موروث من هذه للاحرف اللاتينية ؟
-لا نستطيع ان نستبعد الثقافة من حياة اى امة وعندما اذكر الثقافة, فان الدين والعرف الاجتماعى يمثل جزء كبير من اركانه , الدين والعرف الاجتماعى فى مجتمع التبو لا يحمل أى ذاكرة بالاحرف اللاتينية بل يحمل ذاكرة بالاحرف العربية نتيجة ثأتير العامل الدينى وهو الاسلام على حياة اقلية التبو.
ان محاولة ايجاد الابجدية اللاتينية لكتابة اللغة التباوية , واستهداف اقلية التبو المقسم بين ثلاث دول وتسويق كل المبررات المؤيدة لهذا المشروع والحجر على أى تفكير خارج هذا المشروع هو تجاهل للواقع الجغرافى والتاريخى والحضارى للامة التباوية وهو امر كان يجب ان يتم استفتاء ابناء التبو فى مصير لغتهم لا ان يفرض عليهم كامر واقع وغير قابل للنقاش .
وهنا يجب ان نفرق بين خصوصيات ابناء التبو الذين يعيشون بين الدول الثلاث وانتمائهم لاوطانهم, فابناء التبو فى النيجر وتشاد متأثرون بالثقافة الفرنكوفونية وهم ليسوا غرباء على اللغة الفرنسية وحروفها المنبثقة من اللغة اللاتينية , بينما ابناء التبو فى ليبيا متأثرون بالثقافة العربية وليست لهم علاقة بالاحرف اللاتينية بل علاقتهم بالاحرف العربية.
الظروف التى جعلت منظمة SIL فى طرح مشروع الابجدية اللاتينية لكتابة اللغة التباوية , فى تشاد والنيجر هى موافقة الحكومات بهذه الدول وتوقيع اتفاقيات ثقافية مع الجامعات والكنائس بها , وكان ذلك بعلم وموافقة الحكومات بهذا المشروع وفى النهاية هذا شأن وطنى يخص كل دولة ونظامها.
اختلف الوضع بالنسبة لاقلية التبو فى ليبيا بالنسبة لهذا المشروع , حيث كان دخول هذا المشروع الى ليبيا بطريقة غير شرعية , وذلك على غرار الهجرة الغير شرعية حيث تسلل المشروع عبر الحدود التشادية الليبية بدون علم الحكومة الليبية , ولا وجود لاى توقيع لاى اتفاق ثقافى بين منظمة SIL ,والمتعاونين معها وبين اى مؤسسة رسمية ليبية.
الامر الذى جعل ظلال من الشك تلقى على هذا المشروع ومؤيديه ..
لا زالت الشكوك تدور حول منظمة SIL ودورها فى الاهتمام باللغة التباوية ,ومحاولاتها فرض الابجدية اللاتينية , ورسالتها فى التبشير بالمسيحية بترجمة الكتاب المقدس لديهم الى لغات الاقليات ومنها اللغة التباوية , هذه الرسالة التى تحملها المنظمة مند ما يزيد عن ثمانون عاما , لا زالت مستمرة .
"حقائق قد يجهلها الكثيرون عن مجموعات ورسل التبشير بالمسيحية :
-المبشرون بالمسيحية: يتحركون فرادى او جماعات , اوفى اسر , يهاجرون اوطانهم واهلهم , ويعملون على تعلم لغات اقوام أخرى مهما كانت صعبة , يستميتون فى محاكاة الظروف القاسية ويقلدون عادات واعراف المجتمعات التى يعيشون بينها, يلبسون لباسهم ,ويأكلون اكلهم , ويتكلمون لهجاتهم ,هم يعتبرون ذلك من قبيل التضحية من اجل المسيح وهم على استعداد للموت فى سبيل نشر عقيدتهم حتى وان استغرق ذلك العشرات من السنين انه الطموح الدينى فى ابلغ صوره.
( الترجمة الحرفية لكلمة " الطموح " باللغة العربية ...تعنى " كنتماى " باللغة التباوية)
اذا فهمنا هذا السلوك ...من السهل جدا ان نفهم الاسباب التى اتت بعائلة امريكية من دالاس وتكساس حيث الرفاهية ورغد العيش لتعيش فى جبال تبستى لمدة عشرون عاما لتعلم ابنائنا الابجدية اللاتينية ؟
نحن نتحفظ على نشر الاسماء , والعناوين , والدورات التدريبية وتوريخها واماكنها والتى حضرها بعضا من النشطاء من ليبيا والنيجر وتشاد ,مع منظمة SIL فى تشاد , والتصريحات الصحفية للبعض منهم على وسائل الاعلام؟
ونشكر فى هذا الصدد اصدقاء صفحة تبوناشن - Tobue Nationفى بردى بتشاد على تعاونهم معنا وتزويدنا بهذه المعلومات.
ملاحظات جذيرة بالاهتمام :
-ارجوا من متابعينا الكرام المؤيدين والمعارضين لهذا المشروع ,اخد العلم باننا نبحث عن الحقيقة , ولا -شىء غير الحقيقة وعندما ننتقد هذا المشروع لا يعنى بالضرورة اننا نؤيد مشروعا أخر .
- نحن نؤيد البحث عن رموز وابجديات خاصة بالتبو على غرار الابجدية الامازيغية , والتارقية للكتابة باللغة التباوية هذه المشروع لا يأتيه الباطل او الشك من خلفه , اما الابجدية اللاتينية فهناك الف علامة استفهام عليها؟
-نحن من المؤيدين بشدة بضرورة تعلم ابناء التبو اللغات الحية , الانجليزية والفرنسية والالمانية والروسية وهى وسيلتهم للبحث عن المعرفة والعلم شرط ان لا تكون بديلا عن لغتنا التباوية.