هناك الكثير الذي يجمع مابين بوريس جونسون ودونالد ترامب غير تسريحة الشعر وحب الظهور الاعلامي والتصريحات المثيرة للجدل ... فكل من الرجلين يمثل تيار سياسي قائم على تبسيط القضايا الصعبة والمعقدة بشكل يدغدع عواطف فئات شعبية معينة .. وعلى مهاجمة النخب والمؤسسات التقليدية في المجتمعات الغربية خصوصا الصحافة .... وعلى التشنيع بأفكار وشخصيات الخصوم السياسيين ... وعلى طرح انفسهم كأخر خط دفاع عن قيم الرجل الابيض المهدد من الغرباء والمهاجرين والاسلام ... وعلى الدفاع عن ارائهم بشكل متعجرف متعالي.. لا يبالى بالدبلوماسية او برتوكلات التعامل بين الدول.
خطورة هذا الخطاب انه يطلق العنان لقوى عنصرية بالمجتمعات الغربية تؤمن بالعنف في التعامل مع الاختلافات السياسية .. هذه القوى لم تكن لتتجرأ على الترويج لخطابها لولا وجود ساسة كترامب وجونسون وغيرهم .
هل وصولهم الى سدة الحكم هو مجرد ظاهرة عابرة وتعبير عن ازمة مؤقتة .. أم هو تغيير جذري في سياسات الدول الكبرى وفي توجهات ومزاج شعوبها ؟ .. اعتقد ان الأمر لم يتضح بعد رغم بعض المؤشرات التي تبعث على القلق..... خصوصا في منطقة مثل منطقتنا التي ستكون حقل تجارب لسياسات شعبوية تهدف الى استنزاف خيراتها وتغيير خرائطها ... وربما حتى هوياتها.... لكن للتاريخ قدراته دائما على فرض منطقه وحساباته .. وعلى صياغة الاحداث بشكل يفاجيء الجميع.... بما فيهم اصحاب التسريحات الغريبة والتصريحات الأكثر غرابة ... !!!