في ليبيا من بعد 2011 تم إدخال الكثير من المنظمات التي تطرح شعارات عن الديمقراطية والنساء والتعددية والليبرالية وحرية السوق والتضخيم في الإثنيات العرقية وما إلى ذلك.
هذه المنظمات ممولة من مؤسسات سياسية USAID إلى الإتحاد الأوروبي إلى وزارات خارجية غربية إلى منظمات معهد الجمهوري الدولي ، والمجتمع المدني المفتوح وغيرهم الكثير والكثير جداً في ليبيا اليوم ، حتى توقفت عن العد.
وُظِّفت أعداد كثيرة من الشباب الذين لم يكن لهم طريق للحصول على المورد المالي أو بداية لتأسيس مشروعات أو لديهم طموح شخصي ، أو أصابهم ما أصاب الكثير من الليبيين من إنعدام السيولة المالية وإرتفاع التكاليف المعيشية سبعة أضعافها ، إلاَّ عبر هذه المنظمات وكثيرهم يتبنى أطروحاتهم حتى بغض النظر عن دوافعم المادية ، لكن عن طريق هذه المنظمات صارت لديهم خطط لتوجيه هذه الأفكار للرأي العام والتأثير على السكان وإبعاد الناس عن طبيعة مشاكلهم الحقيقية التي خلّفتها الهيمنة والتدخل الغربي والتجزئة وما إلى ذلك
هؤلاء الممولين "العملاء " الذين يتباكون على اليهود ، جزء كبير منهم لم يسمع لهم صوتاً عن أهل تاورغاء سابقاً ولم يسمع لهم صوتا عن أي مهجر في الخارج في السنوات الماضية اللهم إلا الذين خرجوا بعد أحداث فجر ليبيا وألتحقوا هم أنفسهم بالمنظمات الأجنبية وأرتبطوا بها.
نحن لا نبني موقفاً عاطفيا من قضية ما دون النظر إليها بشكل شامل ، اليهود وظفوا خدمة للمشروع الصهيوني ، وتم دعمهم للهجرة نحو الكيان المنشأ حديثاً ومارست أنظمة موالية للغرب دور في تشجيع هجرة اليهود نحو الكيان الصهيوني ، كما لعب اليهود في ليبيا دوراً في خدمة الإستعمار الإيطالي ، فالعداء لليهود ليس وليد ديانة وليس وليد لحظة عدوان الكيان الصهيوني في 48 و 67 ، بل لدورهم القديم في الحياة الإقتصادية في ليبيا ولدورهم مع الإستعمار الإيطالي عندما كانت الدماء تغرق المنشية - معظم مدينة طرابلس في الماضي - وبطون الأطفال تشق بالرصاصات الإيطالية إنتقاماً لمعركة الهاني.
إذا تجاوزنا علاقة الماضي وفهمها ، علينا أن نعرف ان الجاليات اليهودية في الخارج أرتبطت بالعدو الصهيوني وهذه مقالات زعمائهم واضحة لا لبس فيها ، وقد يخدعك البعض بالقول أنظر ان العرب من يقصفوننا ليبرروا تواطئهم مع التطبيع وأدواته ، لكن في حقيقة الأمر هذه الكيانات الخليجية هي نفسها من فرحتم بموقفها في2011 ، هل نسيتم ذلك ؟!
وهي كيانات وظيفية للناهب الغربي ، وهي تتحارب على وكالتها للمشروع الغربي مع الإخوان
وبشكل اخر للصراع ، فالكيانات الكسيحة التي فصّلها الغرب الإستعماري على مقاس قرابات رحمية ودينية لتمنح بقاء عوامل اللادولة والنهب الغربي للبلاد والإستحواذ على مواردها وأسواقها ، تتخد سبيل التصادم في التنازع على الريع ، فهو لا يحل الا بفرض قرابة/قبيلة نفسها بالقوة في حالة توفرت ظروف الصراع كحالة الفراغ التي أنشئها الغرب عام 2011 ، أو بتسوية تسمح لتواجد أكثر من قرابة في منظومة الريع كحالة إتفاق الطائف في وضعية لبنان مثلاً.
هذه النزاعات هي مادية عقلانية تماماً في ظل الإقتصاد الريعي اللامنتج أي اللادولة التي لا ترتبط بمصالح المواطن والفرد بل سلطة قرابات خلقت للهيمنة وتديمها حالة التجزئة التي تلغي شروط الدولة من توفر السوق الكبيرة القادر على بناء عملية التراكم الإقتصادي في تطوير الماكنة الإنتاجية/وسائل الإنتاج ، ويصبح الفساد فيها عائق لفائض المال ، لا وسيلة ريع - الليبراليين أنفسهم تعاملوا بالواسطة للحصول على وظيفة في القنوات الخليجية الممولة والموجهة للمجتمع الليبي - وكذلك .تلغي القدرة علی حماية هذا السوق والجغرافيا البشرية وتوفر الرساميل إلخ.