رسالتى الى أبناء قومى....

رسالتى الى ابناء قومى...!!!

===============


لست متأكد ما ان كانت رسالتى هذه عندما تصل ابناء قومى  سيفهما الجميع أم لا...؟ ,لان الرسالة فى حاجة الى من يجيد القرأة بين السطور , ويقف عند الفواصل , ويبحث عن الضمير المستتر بين الجمل , وينطق الحروف حتى وان كانت بلا نقاط او تشكيل ؟

والحال هذه,... ازعم ان نفرا من العقال من هؤلاء القوم , من الذين لم تعميهم عصبية القبيلة , ولا المصلحة الشخصية , ولا الذين يتمتعون بكم هائل من وهم المعرفة ,ولا الذين يسعون للجاه والسلطة على حساب القبيلة سيكونون قادرين على قرأتها وفهم مضمونها وفك شفرتها حتى وان لم يسعفهم الوقت لادراك كل معانيها المستقبلية .

اخوتى ليس فى وارد  ان ادعي بان اكون  احرصكم ولا افهمكم ولا اعلمكم ولكن ربما  اكون اعرفكم بما لا تعرفون من خبايا وامور السياسة والحكم  وما جرت عليه الاقدار فى بلادنا الجريحة , وعليه سأبداء رسالتى من حيث بدأتم فى فبراير :


خرج بعضا من شباب التبو فى 17 فبراير ضد النظام السابق , ولم يكونوا الكل ؟( اكرر لم يكونوا الكل ؟)...  بسبب الظلم والتهميش والاقصاء الذى مورس على اقلية التبو لعقود من الزمن, خرج هؤلاء الشباب  كما خرج بقية الليبيون مع اختلاف النوايا والاهداف ؟وفى غياب تام للدولة الوطنية انتظم الشباب فى مليشيات مسلحة لحماية انفسهم وقبيلتهم  على غرار كل القبائل ,حيث استحسن الجميع فى البداية وهم فى أوج سكرتهم بالثورة ما قام به هؤلاء الشباب من انجاز.

اذا استثنينا بعض المعارك الجانبية والتى خاضتها القبيلة فى الكفرة واوبارى وسبها ومرزق والتى كانت معارك  للدفاع عن النفس,  فان بقية المعارك التى شارك بها ابناء التبو  فى بنغازى ودرنة و فى الحقول النفطية فى  الهلال النفطى  وكذلك المواجهات مع الدواعش فى اقصى الجنوب الليبى كانت  كلها معارك خالصة من اجل ليبيا الوطن دفعوا خلالها ارواح عزيزة وغالية من اجل الوطن  نحسبهم عند الله من الشهداء  .

لا يسمح المقام  الخوض فى تفاصيل صراع بين الليبين  بما فيهم اقلية التبو  دام ثمانى سنوات  فذلك خارج ما اصبوا اليه فى هذا السياق, ولكننى بصدد تشخيص ما يجرى فى العام الثامن وهذه الايام العجاف  من صراع دامى بين الاخوة,  وما هو الموقف الصحيح من التاريخ والوطن والذى  يجب ان يكون عليه ابناء التبو فى ليبيا.

اليوم هناك ارادتان مختلفتان تتصارعان  على الساحة الليبية , ارادة يمتلها جناح الكرامة , وارادة اخرى يمثلها الاخوان المسلمين والليبية المقاتلة.وكلا الارادتان لهما اتباع ومؤيدين  من جميع التيارات السياسية والاجتماعية والتى افرزتها  فبراير, اما بقية التيارات والتى افرزتها فبراير  فاما ان تكون انتهت وتلاشت واما  انها تكون قد اسصطفت  مع احدى الجناحين المذكورين.

جناح الكرامة جناح عسكرى بامتياز ويضم معظم ابناء المؤسسة العسكرية وله اتباع وانصار من عامة الشعب على امتداد المدن والقرى الليبية , ويقدم نفسه بانه جيش وطنى ويخوض معارك وطنية ضد الارهاب  ويعمل على توحيد ليبيا ولو ادى ذلك الى استعمال القوة ضد المليشيات المحلية المؤدلجة دينيا  والتى تقف ضد مشروعه.

عيب جناح الكرامة انه  لا يملك مشروعا ايدلوجيا او فكريا لمستقبل ليبيا اذا استثنينا فرضية مشروع  النمودج المصرى فى الحكم .

جناح الاخوان المسلمين والجماعة الليبية المقاتلة جناح مليشياوى مسلح وله اتباع من المنضمين لحزبه وله مشروع ايدلوجى ويرفع شعار الدولة المدنية , وهو شعار براق وجذاب ومغرى لكل الذين يكرهون جناح الكرامة ولكن هذا الشعاريعتبر مصيدة للمغفلين من العوام , عيب مشروع الاخوان والمقاتلة هو ان  ليس لهم مشروع وطنى بل لهم مشروع شعوبى  يسعون من خلاله  الى  رهن ليبيا ومستقبلها للمرشد الاعلى للاخوان والذى لا يعترف بالدولة الوطنية ؟

السداجة المركبة هو الاعتقاد بان حكومة الوفاق والتى يرأسها السراج  هى حكومة توافقية ومدنية ومعترف بها دوليا ولها جيش وطنى , هذه اكذوبة الاكاذيب ؟ حكومة الوفاق هى حكومة اخوانية بامتياز يدعمها الاخوان , ويخطط لها الاخوان , وتتلقى الدعم من الدول التى تدعم حكم الاخوان مثل قطر وتركيا .


ما علاقة كل هذا بالتبو ؟

على اقلية التبو الاختيار بين اهون الشريين ؟

الكثير من ابناء التبو اسصطفوا وراء جناح حكومة الوفاق والمدعومة من الاخوان, ليس حبا فى هذه الحكومة ولكنها ردة فعل على هجوم قوات الكرامة على مدينة مرزق وقتل ابناء التبو (رغم ان الخبر المؤكد والذى نتحاشى ان نعترف به هو ان الاخوان والمقاتلة  هم من ورط بعضا من شباب التبو فى مواجهات مرزق)  وهذا الاستطفاف هو استصفاف عاطفى وليس عقلانى.وهذا يخالف منطق العقل الذى يقول انه فى القضايا المصيرية للشعوب يجب ان لا تترك العاطفة تجر العقل الى مصير مجهول .

مشروع الاخوان مشروع عابر للحدود , ولا يعترف باى حقوق ثقافية للشعوب الاصلية ولا للاقليات واذا نجح مشروعهم لسامح الله  وهو بعيد الاحتمال ستكونون نقطة فى بحر الشعوبية.

الخيار الاسلم لاقلية عرقية تعيش فى محيط قومية اكبر هو ان تكونوا مع المشروع الوطنى والمشروع الوطنى ليس بالضرورة هو ما يحمله  جناح الكرامة من مشروع لحكم الفرد ولكن ما يحمله جناح الكرامة  مرحليا  بالدعوة الى وحدة الوطن والى  محاربة الارهاب المثمتل بالتنظيمات الاسلامية, وعليه فأنه اهون على أقلية التبو ان تتصارع مع شركاء الوطن من اجل انتزاع حقوقها من ان ترهن الوطن ونفسها لتنظيم عابر للحدود يريد حكم ليبيا باسم الله وباسم المرشد.

اللهم انى بلغت فاللهم فاشهد ..