التأطير النفسى لاقلية التبو لتقبل الامر الواقع...

11205963_870192546373857_1142941957689415790_n.jpg

فى مفهوم الحروب الاهلية هناك مرحلة تسمى " مرحلة التسوية  ما بعد الحرب الاهلية " وهى مرحلة لا تقل خطورة عن مرحلة الحرب فى حد داتها, ففى هذه المرحلة تتم التسويات وتقدم التنازلات ,وهى مرحلة سياسية بامتياز لها علاقة بتسطيح المواقف المتصلبة والاراء المتشددة ,مرحلة يتم فيها توزيع غنيمة النصر للمنتصر  وتدوق مرارة الهزيمة للطرف المهزوم. واخضاع المهزوم لارادة المنتصر

مصطلح الهزيمة مصطلح منبود لا يقبله الطرف المهزوم فى اى صراع , وهذا من حقه ولكن فى الصراعات والحروب لا مكان لعواطف الحب والكراهية   وانما تحسب النقاط على اساس الوقائع على الارض 

من خططوا لحرب الجنوب يعلمون جيدا مكانة اقلية التبو فى معادلة الجنوب الليبى ويعلمون امكانياتهم المادية والمعنوية , لذلك عملوا جاهدين على شق الصف بين قيادات التبو فى محاولة منهم لاستمالة فصيل منهم لمصلحة مشروع مليشيات التحالف القبلى والتى اسموها كذبا " الجيش الليبى " امعانا فى التضليل , حيث سبق ذلك حملة اعلامية مضللة قادتها قنوات اعلامية ومواقع تواصل اجتماعى عملت جاهدة على شيطنة أقلية التبو حيث تم اللصاق كل الجرائم من خطف وسرقة واعمال حرابة والتى قامت بها العصابات الوافدة والمحلية الى اقلية التبو باعتبار ان هذه الجرائم تم ارتكابها تحت حمايتهم , علما بان التبو انفسهم فى كل من القطرون وتجرهى كانوا ضحية هذه الاعتداءات .

هذه الحملة الاعلامية المضللة عملت ايضا الى خلق انطباع لذى المواطن الليبى بان كل من هو تباوى هو وافد ودخيل على الارض الليبية , وكل من هو تباوى هو تشادى الجنسية وليس ليبى وتغاضت عن قصد وعن سابق معرفة بان التبو اقلية عرقية ليبية تعيش فى الجنوب الليبى مند آلاف السنين وانهم من سكان ليبيا الاصليين.

هذه الحملة الاعلامية المضللة والمغرضة اججت العواطف الوطنية لليبين وصورت لهم بان ما يحصل فى الجنوب هو محاولة احتلال اجنبى وتغيير ديمغرافى للسكان فى مبالغة واضحة لحشد اكبر قدر من التأييد لعمليات التطهير والتى تجرى الان فى منطقة مرزق , وتم التركيز عى مرزق بأعتبار ان المدينة يقطنها عدد كبير من اقلية التبو ولهم امكانيات كبيرة خصوصا بعد تسويق اشاعة  عمليات تهريب الذهب عبر صحراء الجنوب والتى هى الاخرى تم استغلالها سياسيا لحشد تعاطف الليبين بان ثروتهم من الذهب يتم سرقتها من قبل التبو وتهرب الى تشاد؟

هذه الدعايات المضللة ضد اقلية التبو والتى قادتها قنوات اعلامية ومواقع تواصل اجتماعى هى بالاساس محسوبة على بعض القبائل التى لها عداء مع اقلية التبو كانت سببا لعدم وجود اى تعاطف يذكر مع اقلية التبو ضد عمليات التطهير العرقى اذا استثنينا  بعض المواقع والقنوات الاعلامية والتى لها مصداقية .

الذين خططوا للحرب على اقلية التبو فى الجنوب الليبى يعلمون ان الحرب لا تنتهى بهذه العمليات المؤقتة والمحدودة وخاصة ان المليشيات التى قامت بهذا العمل ليس لها حاضنة اجتماعية بالجنوب الليبى ومصيرها الرحيل الى الشمال لترجح الكفة مرة اخرى  لاقلية التبو لكى تسيطر على المواقع والمدن التى كانوا بها, لذلك سعوا الى عملية التأطير النفسى فى محاولة منهم لاعداد البعض من مواطنى التبو الى تقبل ما حصل بأنه امر واقع وطبيعى  .وثمتل ذلك فى بعض التكليفات العشوائية لبعض مواطنى التبو فى الادارات العسكرية والمدنية بمدينة مرزق حتى قبل حتى ان يلملم التبو جراحهم ويواروا الثرى لقتلاهم؟

أن هذه التكليفات هى مجرد حبر على ورق ولن يقبلها المجتمع التباوى حتى وان قبلها من تم تكليفهم بهذه المناصب .

الخطة الثانية لعملية التأطير النفسى هو خلق واقع جديد وكأن المشكلة هى فى مرزق والقطرون بينما سبها والتى كان جزء كبير منها تحت سيطرة ابناء التبو هى خارج معادلة المساوة او النقاش وهى عملية نفسية الغرض منها اعادة ترتيب الاولويات وجعل ضياع حقوق اقلية التبو فى سبها امرا واقعا ولا ينبغى الحديث عنه وانما الحديث فقط على اوضاعهم فى مرزق , وتناسوا عن قصد بأن جميع المرافق الخدمية فى سبها  هى تحت يد  قبيلة واحدة وهى صاحبة مشروع تهميش التبو وبقية قبائل الجنوب وذلك فى محاولة منها لبعث احلام حكم فزان.

اخطر عملية تأطير نفسى يقوم بها اعداء اقلية التبو فى ليبيا  هو محاولة اشعار اقلية التبو بانهم ليسوا مواطنون ليبيون وانهم اجانب دخلاء وجاؤا ليفسدوا ليبيا واللصاق مصطلحات تدمير نفسى من قبيل : مرتزقة تشادية , او تشادية وذلك لتدميرهم نفسيا وتحطيم ثقتهم بانفسهم  بانهم ليبيون هذه الحالة ستخلق حالة انعكاف على النفس وجعل اقلية التبو فى حالة دفاع دائم  لاثبات ليبيتهم وهى حالة كفيلة بجعلهم مستضعفين امام عنصرية الاعراق الاخرى .

للحديث بفية ... الحلقة القادمة "كيف نتصدى للحرب النفسية