ا
عندما يكون هناك صراع واضح ومعلن بين فرنسا وإيطاليا ، إعلم هداك الله إن القوی المدعومة من هذه الدول ، تنسق معها في كل عملياتها ، وعندما تعرف إن فرنسا موجودة في النيجر وتشاد ، وإن أي تسوية مع التبو ، تبدأ وتنتهي في تشاد ، فتأكد إن التسليم الذي حدث من ميليشيات التبو طواعية ، تم بإشراف فرنسا وضغطها علی إدريس دبي ، لإطلاق يد حفتر - التابع لفرنسا - في الجنوب ، من ضمن الضغوط والمنافسة مع إيطاليا علی الموارد الليبية ، وهذا ما أزعج إيطاليا الفترة الأخيرة من فرنسا.
بعض قيادات الخضر يريدونكم أن تضعوا رؤوسكم في التراب ، ويريدون نقل البروباغندا الإعلامية الإماراتية لكم ، بأن كل من هو ضد الإخوان وطني ، وكل من يعادي أعداء الإخوان فهو مشبوه وتابع.
التناقض الرئيسي ليس ضد الإخوان بل ضدّ الناهب الدولي الذي يهيمن علی ليبيا وقارات العالم منذ ثلاثة قرون ، ومشكلتنا مع الإخوان إنهم جزء ومشروع لهذا الناهب الغربي ، فهم ليسوا إلا أداة وظيفية أستخدمت في المنطقة عام 2011 ، كما تم ، ويتم إستخدام القرابات الأخری ، تحت قيادة أشتركت مع الأمريكي في حربه علی ليبيا في تشاد ثم قاتلت معه لاحقاً في 2011 ، وبدلاً من أن يراجع تاريخه - وأنا شخصياً ليست مشكلتي شخصية ، وتمنيته لو أراد أن ينهي حياته بتاريخ مشرف يقاتل فيه من دعموا ومولوا الخراب الحالي ليسيطروا علی ليبيا - وإذ به يصبح رجلهم في ليبيا من جديد.
فالإخوان يعادون نظام كامب دافيد أيضاً - أعني هنا أنظمة السادات ومبارك والسيسي ، وبطبيعة الحال الأخوان لاحقاً لم يعارضوا الإتفاقية كما نعلم - هل يعني هذا إن نظام كامب دافيد نظاماً وطنياً أو علی صواب
الإخوان يعادون أيضاً - هذه الفترة وليس طيلة تاريخهم - النظام الوهابي في السعودية ، والإمارات ، وكلا الكيانين وظيفين للغرب ، فهل يعني إنهما وطنييان ؟!
لماذا هذه القيادات الخضراء المرتدة تمارس هذا التضليل ، نحن أخبرناهم سابقاً إن كانت لديكم مصلحة وطنية فأركلوا المشروع التابع الذي يديره بإشراف فرنسا والغرب ، فالمشكلة معه ومعكم ليست شخصية ، بل علی مصالح شعبنا وأمتنا والتي لا نفرط فيها حتی يلج الجمل من سم الخياط.
الآن البعض لا يفهمون هذا السياق كله ويعتقدون إنك تعادي جيشهم المزعوم لمنطق ثأري أو حقد شخصي ، لكن هؤلاء الدراويش الذين يرون كل هذا السياق مسألة ثانوية جداً ، كما كانت رؤيتهم في التحالف السابق مع الغرب ، أمامنا النتيجة اليوم ، أين قادتهم هذه التبعية ، هل أوصلتنا لجنتهم أم لجحيم الهيمنة ، وما أن عاشوا هذه النتائج حتی عادوا بخلطهم السابق فظنوها معضلة الميليشيات ، لا كارثة الهيمنة بالأساس.