التطبيع مع الكيان الصهيونى

منقول...

 

دعوات التطبيع مع الكيان الصهيوني تخرج إلى العلن.. أو موسم حصاد ما زرعه برنارد ليفي في ليبيا.. كم لدينا من ابراهيم هيبه يا تُـــــرى؟؟

كشفت زيارة نتانياهو إلى انجامينا عن مكنونات شاذة مشبوهة لم يألفها الليبيون نكهاتها طعمها شهوة تطبيع مع الكيان الصهيوني.. كثيرون وجدوا الفرصة لبثّ سمومهم دون حرج مستغلّين أجواء الانقسام وهيمنة بعض المحاور المطبّعة على المشهد الليبي فكشفوا عن سحناتهم التي كانت مخفية ومكنوناتهم التي كانت مكبوتة..

لم يكن أكثر دعاة التطبيع مع الكيان الصهيوني جرأة يستطيع مجرد التلميح إلى تأييده لهذا الأمر، لكن يبدو أن أحوال الأزمات والضعف التي تمر بها الأوطان تمثل فرصة ذهبية للترويج لكلّ ما هو شاذّ وفاسد، دون خشية من المحاسبة أو الردع الرسمي أو الشعبي.. فإزاء وضع الانهيار شبه الكلي للمناعة الوطنية والتوترات الإقليمية والفوضى المحيطة ببلد مثل ليبيا، لا يمكننا إلا أن نتوقع بروز مثل هذه النزعات..

لقد جرّب دعاة مشروع التطبيع مع الصهيوني مع ليبيا عديد المرات التسلّل إلى بلدنا منذ سقوط الدولة سواء تحت ستار الزيارات الدينية والحنين إلى "الموطن" أو المطالبة بالتعويضات المادية أو رد الاعتبار الاجتماعي والإنساني والثقافي وغير ذلك.. كما ينبغي ألا ننسى حضور الصهيونية في المشهد الليبي منذ ما قبل بدايات الأزمة الوطنية من خلال الأصابع اليهودية والحملات الإعلامية ضد الدولة الليبية باعتبارها خصما عنيدا وعدوّا معلنا في أفريقيا والعالم وعبر مختلف المحطات التاريخية القريبة، وكذلك من خلال الدور الذي لعبه برنارد هنري ليفي في صناعة قرار الحرب الفرنسي على ليبيا، والضغط على ساركوزي –أحد أشد القادة الفرنسيين تأييدا لإسرائيل- كي يشنّ الحرب على بلدنا حتى قبل صدور قرار مجلس الأمن ربيع 2011..

اليوم بعد أن وصل نتانياهو إلى انجامينا،، وبعد أن أصبحنا عمليا جيرانا للكيان الصهيوني.. جوارا مباشرا.. جعلنا في مرمى سياساته وأهدافه وأطماعه.. اعتقد أن سقوط ليبيا وتردّيها إلى التعامل مع صهيون قد بات مسألة وقت لا غير.. وتأكيدي هذا ينبع من يقيني الشديد من ضعف وعمالة الطبقة السياسية الحالية من ناحية، ومن ناحية أخرى، بسبب الدور القذر الذي تلعبه سياسة المحاور في القضية الليبية، حيث أصبح طوق الاصطفاف السياسي والأيديولوجي الإقليمي ضاغطا جدا على الوطنيين الليبيين.. وهنالك إصرار شديد من الخارج على استدراج بعض الأطياف الليبية إلى بيت الطاعة الإسرائيلي، ليس استدراجا صريحا بمسميات واضحة ومفردات محددة، لكن بتحالفات "منطقية" و"أمر واقع سياسي" قد يُفرض في الفترة المقبلة على الليبيين بمسوغات وصور وتخريجات مختلفة..

لا تستغرب أن تسمع لـ مثل "ابراهيم هيبه"، فربما كان وامثاله طُعماً للكثير من الليبيين المرتعشين والمتشككين.. وربما كان رجع صدى لما يدور في الغرف المغلقة.. وربما كان صوتا يُرادُ أن يستخدم كبالون اختبار لجس نبض النخب والقيادات ومشاريع الساسة خلال المرحلة المقبلة..

الكيان الصهيوني أصبح بلدا مجاورا لليبيا من تشاد ومالي والنيجر وربما من شمالنا وشرقينا وغربيّنا.. والحقيقة أن موقعنا لا يمنحنا هامشا كبيرا للمناورة،، وانقسامنا وضعفنا ينحدران بفرص نجاتنا من الشرك إلى أدنى المستويات.. وهذا لا يشمل البشر أو الحجر فحسب، بل يشمل ما بباطن أرضنا وما في سواحلنا وصحرائنا من مقدرات يتنازعها الايطالي والفرنسي والأمريكي وسيكون الصهيوني لاعبا بالأصالة أو بالوكالة في ليبيا،، وسينال حصته غصبا عن أعيننا إذا لم نبادر بتطهير بيئتنا ومقاومة فيروسات التطبيع.. بيئتنا ملوثة وهي وسطٌ ملائم لنموّ مثل هذه البكتيريات، ومناعتنا ليست على ما يرام للأسف،

استفيقوا أيها الليبيون،، ولا يشغلنّكم ابراهيم هيبه وهو يعلن ما في نفسه فهنالك المئات والآلاف من أمثاله يُعمِلُون خناجرهم في أوصال الوطن ويخدمون المشروع الصهيوني في ليبيا أكثر منه،، بأكثر فعالية ودهاء وسرية.. والله المستعان