لطريق الى القطرون ...
------------------
تعتبر شبكة الطرق من اهم وسائل التواصل بين المدن والقرى فى ليبيا وهى ربما تعد الوسيلة الوحيدة خاصة فى المناطق الصحراوية النائية والتى تفتقد التنمية والاعمار ..الطريق الرئيسى الذى يربط بين سبها حتى القطرون تعتبر من اهم الطرق التى تربط قرى الجنوب بعضها ببعض .هذا الطريق لم تتم صيانته مند ثمانينيات القرن الماضى مما اصبح يشكل خطرا محدقا فى استعماله نتيجة تدميره وعدم صيانته وايضا نتيجة زحف الرمال عليه .
يعد الزحف الرملي ظاهرة طبيعية تتم في توازن تام مع البيئة الطبيعية في المناطق الصحراوية. وهي ليست مشكلة بيئية بحد ذاتها، كما يعتقد البعض، وانما خلل يصيب التوازن البيئي المرهف الذي يضبط حركة الرمال. ان زحف وتراكم الرمال له مخاطر كثيرة نذكر منها على سبيل المثال:
-تراكم الرمال على الطرق السريعة يؤدي الي تعطيلها وقد يسبب احيانا حوادث مرورية لا تحمد عقباها كما يحصل فى الطريق المعبد بين منطقة ام الارانب الى القطرون مرورا بمجدول وقد سجلت حوادث كثيرة بها.
-تراكم الرمال حول السياج (الاسوار) المحيطة باي منشأة، يجعلها تنهار نتيجة الثقل ووزن الرمال الهائل عليها. وهذا يشكل مخاطر امنية للمنشأة المهمة.
-تراكم الرمال يسبب تآكل المعدات والماكينات وتلف بعض اجزائها كما يحصل فى مراكز البث التلفزيونى ومراكز الاقمار الصناعية الارضية فى الصحراء .
.- تراكم الرمال على المناطق الزراعية يؤدي الى تلف التربة و اتلاف المحاصيل الزراعية وضعف القدرة الانتاجية.
الحلول العلمية المتبعة فى العالم ...
1- تعتبر اقامة الضلوع الرملية وسيلة من الوسائل الشائعة للتحكم في حركة الرمال والضلوع الرملية يقصد بها اقامة ضلوع رملية اصطناعية بجوار الطرقات الرئيسية المهددة بزحف الرمال . ولكن يجب ازالة الرمال من وقت لاخر لانه اذا امتلأت المنطقة بالرمال فإن التلال تصبح عديمة النفع.
2- سياج الرمال ذات المسامية ...هناك ما يسمى بسياج الرمال ذات المسامية والتى تعتبر وسيلة اخرى للحماية .فاذا ما تم تركيب سياج الرمال ذات المسامية بالطريقة الصحيحة فإنها تصبح فعالة جدا في عملية التحكم في مشاكل زحف الرمال.
3- التثبيت الكيميائي يمكن استخدامه لتثبيت الرمال بين السياج والمنشآت المراد حمايتها او عند استخدام الوسائل البيولوجية.
تعتبر الوسائل البيولوجية (كزراعة النباتات ـ والتشجير) احسن الوسائل العملية لتثبيت وحجز الرمال. فإلى جانب قيامها بمنع تراكم الرمال فإنها ايضا تفيد في اغراض الاستصلاح ولكنها مكلفة.
لسوء الحظ فان معظم وسائل التحكم في زحف الرمال التي يتم استخدامها في دول العالم الثالث ينقصها الاساس العلمي ,بالاضافة الى ضياع المال والجهد وذلك بسبب اسلوب الحماية الذي قد يؤتي ثماره بالحد او التقليل من مشاكل زحف الرمال.
كل ما ذكر من حلول يمكن تطبيقها فى دول ذات خطة للتنمية وتنعم بالامن والامان والاستقرا وتصرف ميزانياتها فى الاوجه المخصصة للتنمية لغرض الانشاء او الصيانة , الحال الذى لا ينطبق على ليبيا على الاقل فى الامد المنظور.