عذرا يا عرفات....

في عرفات لموسم الحج هذا العام ، ألقى إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف الدكتور حسين آل الشيخ من مسجد نمرة ، خطبة أستشهد فيها بأحديث الرسول صلى الله عليه وسلم عن تحريم الاعتداء على الآخرين ، وسرد قوله صلى الله عليه وسلم " إن دماءكم وأمولكم وأعراضكم عليكم حرام " وقوله عليه الصلاة والسلام " لا ترجعوا بعدي كفارًا يضرب بعضكم رقاب بعض " .

وفي ذات الخطبة ذكر إن من الإحسان للمسلمين القيام بخدمة الحرمين الشريفين والسهر على راحة ضيوف الرحمن ، وفي طليعتهم خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين فأدعوا الله لهما .

ودعا الشيخ أن يوفق خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان آل سعود ، ويؤيده وينصره ويعينه على كل خير ، وأن يبارك لولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان  ويشد به عضده ويجعله سبب خير للأمة كلها .

* في ذات الوقت الذي يلقي فيه آل الشيخ هذه الخطبة كانت المقاتلات تحلق من أرض الحجاز لتقصف أطفال اليمن وتصب على بيوتهم القذائف المحرمة العشوائية ، وخيام العزاء تنتصب لمقتل خمسين طفل في صنعاء ، ليس هذا بل ما أن أنتهت الخطبة ، حتى شن طيران التحالف السعودي غارة جوية على مديرية الدريهمي في  الحديدة ، راح ضحيتها 36 شخصا أغلبهم أطفال ونساء .

فيما يشهد اليمن منذ إعلان عاصفة الحزم السعودية أسوأ أزمة إنسانية في العالم . إذ يحتاج 22 مليون شخص لمساعدات أنسانية عاجلة ، ومايقارب 9 مليون شخص تحت خط الفقر ، وأكثر من مليون مصاب بالكوليرا .

* ناهيك عن الأموال السعودية التي ساهمت في تسليح وتمويل العصابات الأرهابية في سوريا والتي خلفت أكثر من 350 ألف قتيل ، والتأييد والدعم المباشر لحملة الغزو الصليبي على ليبيا التي دمرت البلاد وهجرت 2 مليون وقتلت 50 ألف ، وقبل ذلك فتح الأجواء والقواعد السعودية لدك العراق بأعتى الاسلحة التي خلفت 2 مليون قتيل .

* فهل حقا يدري هذا الشيخ ما يقول ، وهل لحديثه في هذا المكان المقدس علاقة بدين الله وخاتم أنبيائه ؟ ، وهل حقا علينا أن ندعو لعائلة سعود بالنصر والتمكين على أشلاء الأبرياء من دمشق وصنعاء حتى طرابلس ؟ .

* ألسنا بحاجة إلى إستعادة دين الله من هؤلاء الذي يسبحون خارج الواقع ، ولايجيدون إلا التطبيل والكذب ، وألسنا أمام مسئولية واجبة في كشف هذا الخداع الذي يلبس عباءة الدين ، بينما تمارس كل الكبائر من رقص ترامب بسيف الرسالة على ثرى قبور الأنبياء ، ووصفه بانه رسول السلام ، وتسليمه نصف تريليون دولار بينما ملايين المسلمين في الخيام والشتات ، وخيانة الأمة بالتطبيع الصهيوني وبيع القدس لعصابات الفلاشا . حتى العربية التي مارست أبشع دور قذر في التحريض وأشعال الفتنة في الربيع الصهيوصليبي ، والتبرأ بتصريح قصير من الوهابية التي كانت عبر عقود تمارس التكفير والقتل والتزوير والتجنيد والأرهاب ..

* عذرا يا عرفات ، فندرك أن صخورك تهتز من هول ماتسمع لدرجة أختلطت عليك فيها صراخ أطفال اليمن مع دعاء الشيخ لسلمان ، عذرا ايتها الكعبة المشرفة ، فكسوتك طارت مع الريح غضبا لأنها لم تحتمل هذا الظلم والخداع ، عذرا يا أقدس مكان في الأرض ، فأنت تحتاج 2 مليون يعيدون فتح مكة وإقامة العدل فيها بدل 2 مليون حاج يمارسون طقوس الطواف والسعي ورمي الجمرات تحت أشراف طغاة العصر

....مقال منقول ي