المشاريع الصغيرة والمتوسطة ...الطريق الى التنمية بمناطق التبو

101.JPG

مقال حصرى لموقع تبو لبيب 

الدكتور صابر التباوى


تكلمت فى مقالات سابقة عن مشكلة التخلف والفقر والجهل فى مجتمع التبو وتم تسليط الضوء بشكل موجز على اسبابه والتى من ضمنها ثقافة المجتمع التى لا تساعد على التعليم وهى احدى الاسباب وليست كلها ..تشخيص المشكلة لا يفيد المجتمع فى شىء ما لم تكن هناك حلول ومبادرات وهده الحلول لا بد ان تأخد شكل المبادرة الداتية من ابناء المجتمع  انفسهم دون غيرهم وبالامكانيات المتواضعة والمتوفرة بالمحيط الاجتماعى. الحل هو التنمية المستمرة والدائمة, وسائل التنمية متعددة ومختلفة ولكنها تحقق نفس الهدف وهوالقضاء على الجهل والتخلف والمرض وخدمة المجتمع لرفع مستوى معيشة الافراد.
يعيش معظم الناس فى ليبيا على المعاش خاصة بالمناطق النائية, حيث تم برمجة المواطن ومند الصغر ومن خلال نظام التعليم السائد انه يتعلم لينال شهادة ليتم توضيفه بالدولة حيث يكون اقصى طموحه هو ان يصبح مدير بالموسسة التى يعمل بها وهدا المفهوم هو الدى جعل مجتمعات العالم الثالث مجتمعات اتكالية غير منتجة وتعيش عبىء على الدولة.. للتوضيح اكثر لو اخدنا مثال لطموح شاب فى منطقة القطرون فى اقصى الجنوب الليبى نجد انه اختزل كل احلامه و طموحه فى وظيفة بالدولة والتى بالكاد معاشها يلبى متطلابات حياتة وعليه سيفكر فى وسائل زيادة الدخل فى محيطه بالاجتهاد تارة وبالتقليد تارة اخرى ونظرا لمحدودية الخيارات والتى تتمثل فى .. العمل فى الهجرة الغير مشروعة وتوابعها من الاتجار بالمخدرات والسلاح ...او التعدين والبحث عن الدهب فى الصحراء...او الهجرة الى الشمال او النيجر او تشاد والبحث عن فرص عمل بالتجارة او اخيرا البقاء عاطل عن العمل بالمنطقة...كل هذه الخيارات بحاجة الى سيارة تيوتا دات دفع رباعى والتى قد يلجأ للحصول عليها بأى طريقة ؟ 
مجتمعات كثيرة استطاعت قهر التخلف والفقر والجهل بالتنمية والتى احدى وسائلها انشاء المشاريع الصغيرة والمتوسطة والتى توفر فرص عمل للافراد وتساهم فى رفع الدخل المحلى للدولة.

نحو 60% من الاستثمارات الخاصة في الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا عبارة عن مشروعات صغيرة ومتوسطة ومتناهية الصغر. هذه النسبة تهبط في دول الخليج إلى 9% ، وتقل هذه النسبة لاقل من 5% فى دول شمال افريقيا.
ماهى المشروعات الصغرى والمتوسطة؟
المشروعات الصغيرة هي الأعمال التي يديرها عدد قليل من الناس و تحتاج لرؤوس أموال محددة بينما المتوسطة هى مشروعات يديرها عدد اكبرمن الناس وتحتاج الى روؤس اموال وتمويل اكبر من المشروعات الصغيرة. أن الصناعات الإستراتيجية في دول العالم المتقدم تعتمد بشكل أساسي على الصناعات الصغيرة والمتوسطة، صناعات السيارات مثلا تحتاج لعدد كبير من الصناعات المغذية التي توفرها هذه المشروعات الصغيرة أو المتوسطة والتي بالتالي توفر فرص عمل لعدد كبير من الناس.
لابد من احداث ثورة فى ثقافة مواطن العالم الثالث وجعله يقبل بفكرة الاستثمار والتنمية فى القطاع الخاص وترك الوظيفة فى الدولة وهدا يتطلب التفكير فى انشأ مشاريع صغيرة على مستوى الافراد.
السؤال ...كيف يستطيع الشباب انشأ مشاريع تخدم منطقتهم وتحقق طموحهم؟ وكيف يمكن توفير وضمان مصادر التمويل فى المجتمع؟ 
قضية الريف والمدينة مشكلة عويصة فى كل مجتمعات العالم الثالث , الريف بيئة طاردة للشباب لا توجد فرص عمل حقيقية وان وجدت فهى محدودة لا تستوعب الجميع والحكومات فى هده الدول لا تهتم بتنمية مناطق الريف وخاصة الحدودية منها بل تسعى الى تدميرها بشكل ممنهج بحجة الامن هده الحالة تزداد وضوحا فى المناطق الحدودية والتى تسكنها اقليات عرقية لها امتدادات بدول الجوار مثل القطرون ,غات, غدامس.
ان التفكير فى انشأ مشاريع صغيرة فى هده المناطق محفوفه بالمشاكل ولكنها ليست مستحيلة , ومثال على دلك كان تفكير بعض الشباب فى كل من غات وغدامس اجابيا عندما اسسوا وكالات السفر والسياحة تجدب السواح الاجانب وتخلق نشاطا سياحيا يخدم المنطقة,وكذلك تأسيس مشاريع مصانع صغيرة للصناعات التقليدية تتماشى مع فكرة الجذب السياحى لهذه المناطق.

تطبيق هده الفكرة وغيرها ليست مستحيلة فى منطقة القطرون ادا ساد الامن وعم السلام فى منطقة الجنوب.