ان تكون تباوى يعنى ذلك انك انسان يعيش اعراض ازدواجية الهوية بين العرق والوطنية , انسان مطالب دائما باثبات الهوية وحسن النوايا الطيبة ؟ غير ذلك فانت انسان مشتبه به ومطعون فى ولائك وانتماؤك وليبيتك .هذه الاعراض لا تخص التباوى وحده بل تخص ابناء الاقليات الاخرى على حد سوى : تخص التارقى والامازيغى ايضا .
كل الاقليات العرقية فى العالم اذا استثنينا دولة مثل امريكا والتى امتزجت بها كل الاعراق وانصهرت لتصبح دولة قوية ,تعيش اعراض هذه الازدواجية وتختلف حدتها بين الاقليات ومحيطها الاجتماعى بين الرفض التام لها والقبول بتحفظ وما يتبعه من تهميش واطهاد.
ليبيا ليست استثناء لهذه القاعدة فالاقليات العرقية من طوارق وامازيغ وتبو يعيشون هذه الازدواجية والتى تختلف حدتها من منطقة الى اخرى ومن مكون الى آخر حسب الرقعة الجغرافية وعوامل التاريخ .
هذه الازدواجية بين الانتماء للعرق والدفاع عنه , والانتماء للوطن والولاء له خلقت نوعا من العنصرية وهى نتيجة حتمية لهذا التناقض .وكلمة عنصرية مصطلح فضفاض وكبير ومستفز ولا يقبله الكثيرون , ولكنه المصطلح الوحيد القادر على وصف الحالة .
موضوع العنصرية ضد الاقليات العرقية فى ليبيا كان الى حد قريب تابوا سياسى ومسكوت عليه ويعتبر الكلام فيه محفوف بالمخاطر ومن المحرمات السياسية وقد يقود صاحبها الى السجن, واستطاع النظام السياسى فى ليبيا فرض حالة من الخوف لتناول هذا الموضوع تحت غطاء التوجه العروبى والقومى باعتبار ان كل هذه الاقليات هم عرب ما قبل الهجرة استوطنوا شمال افريقيا , الفكرة التى لم تجد رواجا لها داخل الاعراق المذكورة ولكنها لم تجاهر به خوفا من النظام.
السؤال هل توجد عنصرية ضد الاقليات العرقية فى ليبيا ..؟
يتبع فى الحلقة القادمة ...