مسؤليات الجيل الثالث من ابناء التبوفى ليبيا...؟

307.JPG

تعاقب الاجيال ظاهرة طبيعية فى حياة الانسان , لا احد يستطيع ايقافها او الخروج عن سياقها ولا يستطيع الفرد مهما كانت قوته ان يغير مجرى تاريخ جيل الا بالقدر الدى يسمح به التاريخ نفسه... ولكن دائما هناك فرص دهبية من الممكن استغلالها والاستفادة منها لاحداث تغيير ما فى جيل ما وفى مجتمع ما.
النظريات العلمية تثبت ان الجيل يحمل مورثات الجيل الذى يسبقه الا ان الطفرات الوراثية يمكن حدوثها فى جيل او اكثر ...والحديث عن السياسة يحاكى العلم. الجيل الحاضر من ابناء التبو له نصيب من العلم والثقافة والوعى الاجتماعى وهى طفرات احدثت تغيير فى مكون مجتمع التبو الدى اصبح يتطلع الى دور فاعل وايجابى لبناء دولة ليبيا الحديثه.
تكونت دولة ليبيا الحديثة رسميا سنة 1952 بتكوين المملكة الليبية المتحدة عاش خلالها الجيل الاول من ابناء التبو ظروفا صعبة فى ظل دولة الاتحاد ودلك نتيجة الظروف الاقتصادية التى مرت بها المملكة ودلك بأحتكار القلة فى الشمال للمقدرات المعيشية للشعب الليبى وترك عامة الشعب فى ظل الفقر والجهل.. لم يكن لهذا الجيل اى نصيب فى التعليم والتأهيل والتنمية مما انعكس على ظروفهم المعيشية حيث عاشوا فى قرى مثناثرة تفتقد ابسط الخدمات مما اضطر البعض منهم للهجرة والعيش فى دول الجوار . لقد عاش الجيل الاول لنفسه وهو يصارع ظروف الحياة القاسية ولم يقدم للقبيلة الكثير ويكفى انه حافظ على العادات والتقاليد واللغة, و لهدا لم يؤسس عوامل الاستقرار للجيل التالى.
الجيل الثانى من ابناء التبو عاش فترة نظام القدافى وهى الفترة من 1969م حتى 2011م وكان افضل حالا من الجيل الاول على صعيد الاستقرار حيث شهدت بعض المناطق فى الجنوب تنمية واستقرار واستطاع بعض من ابناء التبو من نيل قسط من التعليم الاساس والمتوسط ولم تتح لهم فرص كثيرة فى التعليم العالى مما اضطرهم الى التوجه للخدمة العسكرية والتى لاتحتاج الى مؤهلات علمية. أن توجه الغالبية من الشباب الى الخدمة العسكرية شأن له ما يبرره فى دلك الوقت حيث انهم عاشوا مرحلة عسكرة المجتمع واقحام القوة الفاعلة من المجتمع وهم الشباب لخدمة ايدلوجيا النظام السياسى المثمتل فى شعارات الوحدة العربية ومحاربة اسرائيل . الجيل الثانى من ابناء التبو عاش مرحلة تشكل الوعى الاجتماعى والسياسى لقبيلة التبو وواجه تحديات التهميش وطمس الهوية الثقافية وازدواجية معايير النظام السياسى بين توجهات الدولة القومية واستحقاقات المكونات العرقية للمجتمع الليبى , واستطاع التعايش مع النظام رغم سياسات الاقصاء والتهميش.وهو بدلك يعتبر اوفر حظا من الجيل الاول .
الجيل الثالت من ابناء التبو يعيش مرحلة مفصلية فى تاريخ قبيلة التبووفى تاريخ ليبيا وهى مرحلة ما بعد فبراير 2011م... ان ما يميز هده المرحلة هو التخلص من قيود المرحلة السابقة المثمتلة فى مصادرة حق التعبير الثقافى والخوف من الملاحقة الامنية لأى دعوة لابراز الاختلاف الثقافى لمكون التبو, الا انها بقدر دلك مرحلة حملت تداعيات صراع الهوية ...بين ماهو تقافى وما هو سياسى , مرحلة فتحت آفاق وعى جديد للمواطن الليبى بشكل عام واصبح لاول مرة يسمع بمكونات اجتماعية وعرقية تشاركه الوطن ولها حقوق ثقافية , وان ليبيا ليست عربية بالمطلق وانما هى خليط من نسيج جميل من عرب,امازيغ,تبو ,وطوارق والحال كذلك يسعى كل مكون اثبات وجوده وابراز ثقافته وشغل اكبر حيز من الاهتمام بمكونه.
انها المرحلة التى تميزت بالحرب فى سبيل ابراز الهوية والمحافظة على الثقافة والدفاع عن الحقوق..وسوف يدكر التاريخ ان التبو دفعوا ارواح غالية فى سبيل المحافظة على كيانهم وتصدوا بشراسة ضد من حاول طمس هويتهم.
على النخب الفكرية والثقافية والسياسية بمكون التبو الاطلاع بدور فاعل فى هذه المرحلة وقيادة المجتمع نحو تاسيس هوية ثقافية لمجتمع التبو بمواصفات حضارية بعيدة عن التعصب والتقوقع وفى ظل شراكة فاعلة للمكونات الاجتماعية الاخرى فى الوطن.