عندما دعى السراج وجهاء واعيان الجنوب للاجتماع بهم فى طرابلس, كان يعلم علم اليقين ماذا يريد من هذا الاجتماع وماذا يريد منهم على وجه الخصوص ؟وما الذى يجرى فى سبها وما هى تداعيات الاحداث الخيرة على اقليم فزان عموما .هذا وقد اشرنا فى مقال سابق عن ماهية هذا الاجتماع ؟
لواء تأمين الجنوب هى ثمرة هذا الاجتماع ,والذى اراد السراج الخروج به للعلن بحضور اعيان الجنوب والذين كان حضورهم هو فقط لاعطاء الصبغة الشرعية حتى لا يقال بان قوة غريبة جاءت لتامين الجنوب بدون علم اهل الجنوب.
والجدير بالملاحظة ان هذا كله يحصل والجيش الليبى فى الشرق مشغول بمعارك تطهير درنة من الارهاب ؟ وكأن لسان حال الاخوان والذين يمتلون اغلبية فى حكومة السراج يقول : سيطر انت الى درنة ..ونحن نسيطر على الجنوب ؟
الفراغ الامنى فى الجنوب جعل كل القوى السياسية والعسكرية المتصارعة فى الشمال تبحث عن موطن قدم لها لكى تكون فزان ضمن نفودها وسيطرتها .بدون اى اعتبار لحل مشاكل ابناء الجنوب الذين يعانون من نقص الوقود والسيولة والمواد الغدائية والدليل على ذلك هو ان اول ما فكر فيه السراج بعد لقاءه ببعض الشخصيات من الجنوب هو تشكيل لواء عسكرى تحت مسمى حماية الجنوب وليس توفير الوقود ولا السيولة للمواطن؟
الرسالة الموجهة من قائد الجيش بحكومة الوفاق الى أمراء المناطق: المنطقة الغربية والمنطقة الوسطة ومنطقة طرابلس بتشكيل هذا اللواء يعنى تكليف الجويلى الزنتانى , وتكليف التريكى المصراتى وآمر منطقة طرابلس الذى لا يحضرنى اسمه بتولى الامر.
وهذا يعنى ولادة قوة ثالثة جديدة وبديلة عن القوة الثالثة السيئة الصيت التى كانت تتحكم فى سبها قبل أن يتم سحبها؟
الفراغ الامنى فى الجنوب اذا لم يملاءه اهل الجنوب بتشكيل قوة من ابناءهم سيأتى اصحاب الاجندات من الشمال لملئها غصبا عن ارادتهم
للاسف الشديد سنجد من الجنوب من يصفق بقدوم هذه القوة اعتقادا منه بانها جاءت لتنقده؟.
