عبدالسلام جيلاوى شخصية تباوية معروفة وهو احد اعيان ورموز التبو والذين ضحوا من اجل قضية مجتمع التبو فى العهد السابق ..عمل الكثير من اجل حقوق التبو ..الفقيد عرف كأحد الادلاء القلائل فى قبيلة التبو فهو خبير الصحراء ودليلها الذى كان يلم بطرقها ورمالها وجبالها واوديتها من صحراء ليبيا الى تشاد الى النيجر.. الفقيد اكتسب هذه الخبرة من والده والذى كان هو الاخر دليلا وخبيرا ماهرا فى الصحراء وكان يستعان بخبرته فى دروب الصحراء من ايام النظام الملكى .وبما ان معرفة دروب الصحراء وطرقها الوعرة موهبة ونتاج تجربة لذى كان من الصعب صناعة هذه الخبرة والمعرفة فى المدارس او حتى فى الجامعات ولكن يمكن فقط اكتسابها بالممارسة والتجربة..
اجهزة النظام السابق كانت تستعيين بالفقيد عبدالسلام عندما تكون لديها مهمة السفر فى هذه الصحارى الممتدة من النيجر الى تشاد الى ليبيا لغرض تاميين الحدود او مطاردة المجرميين وكان الفقيد لا يبخل فى اعطاء خبرته وعلمه بدروب الصحراء ..الا ان هذه الخبرة والمعرفة كانت سلاح دو حديين للمعنى ؟ فكان النظام يراها ايجابية عندما تخدم النظام السياسى واجهزته الامنية ..وسلبية عندما لا تخدمها فى البحث عن ضالتها فى الصحراء وهنا يتم استدعاء كل الشكوك الباطنة والعقد العنصرية خاصة عندما تكون تباوى الهوية ؟
تم استدعاء الفقيد من قبل احدى الاجهزة الامنية فى النظام السابق حيث اعتقد الفقيد انه مطلوب فى مهمة فى الصحراء كالعادة ولكنه اودع غياهب السجن دون توجيه أى تهمة حيث لبث اشهر عدة بالسجن تم خلالها تعديبه بابشع الوسائل لغرض انتزاع اعترافات بجريمة وقعت بالصحراء هو لا يعرفها ؟ ونظرا لعدم حصولهم على أى معلومة منه تم اطلاق سراحه ولكنه وضع تحت المراقبة الامنية..؟
الفقيد لم يكن يثق فى هذه الاجهزة المعروفة بالقمع والظلم وتوقع أنه فى اى لحظة قد يتم القبض عليه مرة اخرى ويودع السجن ويتم تعديبه مرة أخرى فما كان منه الا مغادرة ارض الوطن حيث وافاه الاجل خارج الوطن ؟
ان تهجرمن وطنك قصرا بسبب الظلم ..وتعيش الغربة بعيدا عن اسرتك بسبب الظلم ..ويوافيك الاجل المحتوم وتوارى الثرى خارج وطنك ..فهو ايضا ظلم ..؟ ولكن قد تجبر احيانا ان تختار الاهون ظلما بين الاثنين؟؟؟
مؤسسات المجتمع المدنى والحقوقيون فى مجتمع التبو ... يجب ان يبحثوا عن المفقودين والشهداء من ابناء التبو ضحايا الظلم والقمع فى الماضى والحاضر وتفتح لهم ملفات حقوقية لتقاضى اولئك الذين ارتكبوا هذه الافعال الاجرامية بحق الابرياء حيث ان هذه الافعال مجرمة بالقانون و لا يجب ان تمر بدون عقاب ويجب ان لا تسقط بالتقادم .
نسأل الله ان يتقبل الفقيد عبدالسلام بواسع رحمته ويدخله فسيح جناته وان يجعل كل ما قام به من اجل مجتمعه ووطنه فى ميزان حسناته..