الدعوة السلفية فى المجتمع التباوي....
الجزء الثانى...
رغم الطبيعة المحافظة للمجتمع التباوى باعتباره مجتمع اقلية له عاداته ولغته الخاصة وسط مجتمع اغلبية عربية الا ان المحيط العربى بثقافته وعاداته أثر فى هذا المجتمع خاصتا فى خلال عامل الدين والذى يلعب دورا رئيسا فى حركة أى مجتمع.
المجتمع الليبى بشكل عام وبكافة مكوناته يعتبر مجتمعا محافظا و متدينا بطبعه , ويرى فى المملكة السعودية مرجعية دينية تقليدية له باعتبارالمملكة ثمتل مركزا روحيا مهما لجميع المسلمين .استغل شيوخ السلفية فى المملكة السعودية هذا المركز و كانوا يعملون بقوة على نشر دعوتهم فى مواسم الحج والعمرة مستغلين المكانة الروحية للمملكة فى قلوب المسلمين.وكانوا يرسلون المكتبات المسموعة والمقروئة والفتاوى المطبوعة الى اتباعهم فى ليبيا حيث استقطبوا عددا كبيرا من الشباب الى دعوتهم واصبح الشباب الليبى لا هم له الا الفتاوى السلفية يستعين بها لحل مشاكله مع مجتمعه وذلك عبر اثير الفضائيات ومواقع التواصل الاجتماعى .
انتشرت الدعوة السلفية فى ليبيا بكل المكونات الاجتماعية واصبحت ظاهرة للعيان مند تسعينيات القرن الماضى واصبح بعض شباب التبو ينتهجون منهج السلفية وينتقدون بعض الظواهر الاجتماعية والدينية فى المجتمع التباوى مثل زيارة القبور , واقامة ولائم الصدقات على الموتى وغيرها, وذلك بعقد حلقات وعض وارشاد للرجال والنساء على حد سواء مما جعلهم فى مواجهة مع المجتمع والذى يرى فى دعوتهم مخالفة لعاداتهم وتقاليدهم الموروثة؟ واصبحت النساء السلفيات التباويات يعملن بقوة وسط المجتمع النسوى التباوى ؟
السلفية المدخلية انتشرت فى ليبيا بعد احداث سنة 2011م, واصبح لها اتباع خاصة فى مناطق الشرق الليبى , وكانوا جزء من المشهد السياسى فى الشرق الليبى حيث انظموا الى اللواء المتقاعد خليفة حفتر خلافا لمنهجهم والذى يمنعهم من الخروج على ولى الامر وذلك بفتاوى دينية سياسية من شيوخهم واصبحو يشاركون فى المهام الامنية بحراسة البوبات واستجواب بعض اعضاء التيارات الاسلامية الاخرى كالاخوان المسلمين,و ما شابه.واصبح تيار السلفية المدخلية الجهادية يعمل بقوة فى الشرق الليبى .وفق توجهات سياسية تحت غطأ الدين ؟ واصبحت عناصره متغلغلة ضمن قوات الكرامة والتى انتشرت فى الجنوب الليبى مؤخرا ؟
قصة كتيبة خالد بن وليد السلفية التباوية ...؟
برزت هذه الكتيبة للاعلام اثناء الاحداث الاخيرة بمنطقة ام الارانب , وهى كتيبة سلفية جل اعضائها من ابناء التبو السلفيين وكما هو واضح من الاسم وبالمقارنة بالكتائب العسكرية الاخرى لابناء التبو والتى لا تحمل اسم له رمزية ودلالة دينية مثل " خالد بن الوليد " اتخدت هذه الكتيبة السلفية هذا الاسم تعبيرا عن انتمائها للتيار الاسلامى المثمتل فى السلفية المدخلية .لقد تم ضم هذه الكتيبة اخيرا الى قوات الكرامة بقيادة اللواء خليفة حفتر بعد ان ابلت بلاء حسنا فى المواجهات الاخيرة ضد العصابات الوافدة والتى تمارس اعمال الحرابة فى الجنوب الليبى.
ومن خلال المتابعة والتحليل لنهج الحركة السلفية فى المجتمع التباوى نخلص الى التالى:
-الحركة السلفية التباوية تنتمى كعقيدة الى السلفية المدخلية والتى مرجعيتها مشايخ المملكة السعودية.
- الحركة السلفية التباوية كانت حركة دعوية تحارب ما تعتقد انها بدع وخرافات علقت بالدين الاسلامى ويمارسها المجتمع التباوى وفق عاداته.
- الحركة السلفية التباوية بدأت تتحول الى حركة جهادية وذلك بانخراطها فى الاعمال العسكرية وذلك بعد تشكلها فى كتائب مسلحة تهدف الى تغيير المجتمع ومواجهة التيارات السياسية الاخرى التى تشهدها الساحة الليبية.
رغم اعجاب الكثيرين من اهالى الجنوب بما تقوم به الحركة السلفية من جهاد ضد العصابات الغازية للجنوب فى غياب تام للدولة , الا ان تساؤلات كثيرة تطرح نفسها عن اهداف هذه الحركة فى المستقبل ؟
تجارب حركات الاسلام السياسى مع المجتمعات الاسلامية لا تبشر بخير , فاغلب هذه الحركات والتيارات الاسلامية تستغل الدين وتستغل المجتمع من اجل اهداف غير معلنة مرحليا تهدف بها الوصول الى السلطة والحكم .
الوقت مبكر جدا لطرح السؤال هل الحركة السلفية التباوية تسعى للسلطة من خلال استغلال الدين والمجتمع التباوى ؟