===================
يحتل الاسم مكانا جوهريا في ثقافات الشعوب، ولا سيما في المجتمعات البدوية كالمجتمع التباوي، فعلاقة الاسم بصاحبه تكاد تكون حتمية "لكل امرئ من اسمه نصيب". وحتى السحر يمارس تقليديا على الاسم كما هو معروف (غالبا اسم الأم). والاسم ليس مجرد علامة لغوية كما هو الحال في الثقافات الغربية المعاصرة، بل كينونة الشخص ومصيره.
فالاسم الشخصي لا يعدُّ رفيق حياة بالنسبة للإنسان فحسب بل إنّه "التسمية الوحيدة للهُوية الحميمية للفرد" فإذا كان "اسمك العائلي هو بطاقة هُويتك، لوح ترقيمك؛ فانّ اسمك الشخصي هُو أنت..". والحديث عنك لا يتّم في الأحوال العادية إلاّ من خلال ذكر اسمك الشخصي،..أنّ الاسم الشخصي تواصل اجتماعي-ثقافي« بين المولود ومُجتمعه. وأنّه لا يُوفر أكثر عناصر المنظومة التسموية بداهة فحسب، بل إنّه يُمثِّل أولى خُطوات استدخال الفرد لأسس النظام الرمزي، الاثني، الثقافي و الهُوياتي لفضائه الاجتماعي؛ حيث يؤمِّن فِعلُ مَنْحِهِ بداية حلقات سيرورة بناء هُويته ومجتمعه (تنشئته اجتماعيا).
لقد لعب الاسم الشخصي بوصفه فاعلا اجتماعيا، دورا كبيرا في التأثير على الحياة السوسيونفسية للأفراد والجماعات، لدرجة توصل معها إلى فرض العديد من الالتزامات أو المحظورات الاجتماعية على السَمِيِّ.
ومن هذا المنطلق فالاسماء التباوية للذكر او الانثى تعكس الهوية الثقافية لهذا الشعب , فهي الشفرة السوسيو نفسية للأفراد ,تحمل معاني وعادات وذاكرة, تجعل الآخرين يتوقفون عنده بشيء من التحليل لمعرفة مصدر اشتقاقه.
بوديي …اسم علم مؤنث في اللغة التباوية , تطلق على المرأة ,ويأتي مصدر الاسم واشتقاقه من فعل المقارن , فالاسم مشتق من اسم " باه" او بانوه ( قريبك) ..يعني قريب أو من تربطك بهم صلة رحم , واسم بديي , تعني المرأة كثيرة الأقارب,وهو مصدر فخر فى الثقافة التباوية , كأن المرأة تقارن نفسها بامرأة أخرى قليلة الأقارب,
علي أنر باحث في الثقافة والتراث التباوي
نيوزيلندا