التعبيرات المجازية فى اللغة التباوية...

709.jpg


اللغة التباوية كغيرها من لغات ولهجات العالم مليئة بالتعبيرات المجازية , التعبير المجازى هو التعبير الذى تستعاض  فيها الكلمات والالفاظ الحقيقية باللفاظ غير حقيقية وذلك بغرض  اما لتقريب المعنى او اضفأ صفة جمالية او اخلاقية أو خلق بلاغة لغوية  على المعنى الحقيقى..

وسنشرع فى تقديم سلسلة من التعبيرات المجازية عبر حلقات وذلك لابراز جمال اللغة التباوية وبلاغتها ..واليكم بعض الامثلة::..


2- كشى لانكنياه...

 جملة او عباره تستعمل فى حالة  التسأل لمعرفة وكشف نوايا الانسان ...ولا تعطى الترجمة الحرفية معناها فى اى لغة اخرى ( فأذا ترجمت الى اللغة العربية حرفيا = تعنى يريد ان يرى بطنك)...

ولكن فى اللغة التباوية يستقيم المعنى ويصبح المعنى الحقيقى على النحو التالى :

"يريد معرفة نواياك "...

معرفة نوايا الانسان عملية ليست سهلة وهى عملية استكشافية قابلة للخطأ وقابلة للصواب والاهم من ذلك تعزز بذور الشك بين الاطراف مما توفر حالة من عدم الثقة تترك أثرا فى نفسية الانسان ؟

فيأتى التعبير فى اللغة التباوية ليبدد هذا الشك والريبة بين الاطراف بشكل لطيف ومقبول

التعبيرات المجازية فى اللغة التباوية...

 


اللغة التباوية كغيرها من لغات ولهجات العالم مليئة بالتعبيرات المجازية , التعبير المجازى هو التعبير الذى تستعاض  فيها الكلمات والالفاظ الحقيقية باللفاظ غير :حقيقية وذلك اما لتقريب المعنى او اضفأ صفة جمالية او اخلاقية أو خلق بلاغة لغوية  على المعنى الحقيقى..

وسنشرع فى تقديم سلسلة من التعبيرات المجازية عبر حلقات وذلك لابراز جمال اللغة التباوية وبلاغتها ..واليكم بعض الامثلة:...

......كوباى تورتى "..."كوباى توروه* "...

709.JPG

  يستعمل هذا التعبير كثيرا فى مناسبات المآتم والاحزان  وواجب تقديم العزاء وهو طلب تقديم العزاء الى اهل الفيد حيث يقابلها باللغة العربية بمعنى " تقديم العزاء او واجب التعزية"......الترجمة الحرفية للجملة تأتى بمعنى "امسك يده"او امساك اليد "

المعنى الحرفى للترجمة لا تعطى اى معنى فى اللغة العربية ...تخيل انك تقول لاحد ما فى مأتم " امسك يد قريب الميت" لا يعنى ذلك شيئا فى اللغة العربية...ولكنها تعطى معنى فى اللغة اتباوية " كوباى توروه" بمعنى قدم واجب العزاء لاهل الفيد

يأتى جمال التعبير فى اللغة التباوية هنا للدلالة والبلاغة فى مناسبات المواسآه فالانسان بالعادة يمسك يد انسان آخر اما للسلام عليه او اظهار تعاطفه ودعمه له ...فعلامة استعمال اليد والامساك باليد تعنى ...المواساة والتعاطف والحب

لذلك استعملت للمجاز تعبيرا عن التعاطف والمواساة    

دعوة لحضور عرس الشيطان فى كازراه

 

 

الجزء الثالث والاخير

660.jpg


بدأت الاصوات تتعالى حينا وتنخفظ حينا آخر, واللسنة اللهب بدأت كانها شهاب ثاقب تبهر الابصار, وبينما الحال كذلك بدأ النوم يداعب جفونى ويتسرب الى انحاء جسمى حتى اخدنى فى سبات عميق , لم استيقظ الا على صوت "كوريمى " وهو يوقضنا لاداء صلاة الفجر, استيقضت فى فزع وانا لا اكاد اصدق اننى نمت كل هذا الوقت ,وتوجهت بنظرى الى مكان حفلة الشيطان ولكننى لم أرى شيئا فالامر برمته كانه كان حلما وتلاشى..
بعد صلاة الفجر , حرصت ان اصنع الشاهى بنفسى واقدمه ل"كوريمى" على امل ان يسمح مزاجه بالاجابة على تلك الاسئلة والتى تثقل رأسى ,فسألته عن هذه الاصوات واللسنة النيران والتى شاهدناها الليلة الماضية فى الجهة المقابلة؟
اجابنى وهو يحتسى كأس الشاهى وقد علت الابتسامة وجه , يا ابنى هذه " كازرا" وما كان البارح هو عرس الشيطان وكان لابد ان تشاهد ما شاهدته البارحة.ليل كازرا ليس..ليس كنهارها فالليل دائما ملىء بالافراح ..
واضاف "كان للشيطان الكبير ولدان فى تبستى فطلب من ولديه غواية ولى صالح اسمه "مهدى"( لذلك نتبرك نحن التبو ونقول دائما "بركة شدى مهدى") ولكنهما لم يستطيعا غوايته لانه كان رجلا تقيا ووليا صالحا فغضب الشيطان الكبير من ابناءه فحلت عليهما لعنته فتشردا شرقا وغربا..ورفعت لعنة الشيطان الكبير احدهم الى منطقة "كازرا" ورفعت الآخر الى منطقة"مآو"..
فى التقاليد التباوية فى اقليم " زلا" والى زمن قريب كان لا يستحب السفر خلال الثلاث ايام الاولى من عيد الاضحى , وخاصة عبر منطقة "كازرا"... حيث يحكى ان بنتان كانتا ترعيان الغنم فى الايام المحضورة قد اختفتا ولم يعثر لهما على أثر حتى يومنا هذا.
يا بنى انت مرحب بك دائما فى "كازرا" ما لم تزعج الشيطان و تشاركه افراحه ..
نهاية القصة...

دعوة لحضور عرس الشيطان فى كازراه

 · 

اقراء المقدمة فى الجزء الاول...


الجزء الثانى...

660.jpg

واصلت القافلة مسيرها فى صمت على امل ان تصل منطقة "كازرا" وهو الاسم باللغة التباوية او "كازراوه" باللغة العربية بعد صلاة العشاء.
"كازراه" هى منطقة تقع بين قرية مدروسة وقرية تجرهى , منطقة عامرة باشجار النخيل والطلح والاعشاب الصحراوية ,وهى خالية من السكان فى الوقت الحاضر . "كازراه" منطقة تتوسط الوادى الممتد من القطرون حتى تجرهى..يقال ان المنطقة سكنها قديما بعضا من قبائل التبو وذلك فى النصف الاول من القرن الماضى حيث عملوا فى رعى الماشية والابل وكانت المنطقة غنية بالماء والعشب ولكن لا دليل على اى آثار للبناء او العمران .
منطقة كازراه تعرف فى ثرات واساطير مجتمع التبو بانها منطقة مسكونة بالشيطان حيث نسجت العديد من الحكايات والقصص والتى يصل البعض منها الى حد الخرافة او الاسطورة, ولكن ما من اسطورة او خرافة ألا ولها اساس.
وصلنا الى المنطقة وقد انهكنا التعب ونال منا الجوع والعطش وفى ظلمة الليل وسكونه كسر صوت "كوريمى" السكون وهو يعلن باننا سوف نعسكر هنا هذه الليلة ..
اقعدنا الابل وانزلنا الاثقال من على ظهورها واسرع البعض منا بجمع الحطب من الاشجار والتى من حولنا لايقاد النار لطبخ ما امكن من طعام العشاء..وفى ركن غير بعيد ترأى لنا قوما آخرين وقد اوقدوا نارا حيث وصلت اصواتهم الى مسامعنا..ونهض "بوكريى" وهو مشتق من اسم " ابوبكر " باللغة العربية حيث اضيفت الياء للتصغير, وهو شاب لم يتجاوز العشرون من العمر سريع الحركة وسريع الكلام للدهاب الى اولئك القوم لطلب نار لاشعال الحطب...وما كاد ان يتحرك حتى اوقفه "كوريمى" بصوت لا يخلوا من نبرة الامر والنهر؟
البعض منا عرف السبب ..والبعض الاخر لم ينشغل بالامر حيث شغلته القافلة ومتاعها..ووقف "بوكريى" متعجبا وحائرا وهو ينظر الينا والى "كوريمى"لعله يجد اجابة لهذا الاستيقاف ..ولم تتأخر اجابة كوريمى حيث قال له وبكل ثقة " لا تذهب اليهم هؤلاء ليسوا قوم مثلنا", هذه بلدهم ونحن ضيوف عليهم لا يجب ان نزعجهم بالطلبات ,و قريبا سنسمع اصوات الطبول والعويل,,,..ضحك بعض الرجال لانهم على درايه بما يدور حولنا واندهش "بوكرى" حتى كاد ان يسقط ارضا ,وقبل ان نتدبر الامر و نوقد نارنا سمعنا اصوات الطبول تدق , والزغاريد تطلق , واللسنة النار ترتفع فى عنان السماء..
وفى خضم ضجيج اصوات الطبول ,اعد الرجال ما امكن من طعام العشاء ,وتناولناه على عجل ليبحث كل واحد منا على ركن آمن للاستراحة والنوم, كانت ليلة طويلة ومرعبه لم استطع فيها النوم رغم الارهاق و التعب , فالفضول كان قد اخد حيز من تفكيرى بشأن اولئك القوم والذين يقيمون عرسا على مقربة منا, حاولت أن أتسلل فى ظلمة الليل الى جوار "كوريمى" لمعرفة المزيد عنهم. ولكن "كوريمى" كان يغط فى سبات عميق فالامر بالنسبة له طبيعى ولا يعدوا ان يكون الا عرس للشيطان ولايريد ان يفسد نومه بالقلق على نفسه او على مصير الشيطان .

الاسماء التباوية ومعانيها باللغة العربية...

 من يوم ان خلق الله الإنسان واستعمره فى الارض وانشاء مجتمعا...يسعى هذا  الإنسان لإعمار الأرض بمختلف الوسائل  اختلفت المجتمعات البشرية القديمة منها والحديثة  على نظام التسمية وإطلاق الاسماء والمسميات على الأشياء..فكانت صفات الأشياء من شكل ولون وعدد الاقرب الى الاستعانة والاستعمال مجتمعات الصحراء مثل التبو لم يختلفوا كثيرا عن باقى المجتمعات فى نظام التسمية ...فهم استعمل أسماء وصفات الحيوان فى التسمية وكذلك استعملوا صفات الجود والكرم والفخر ...واستعملوا صفات الطول والقصر  واللون فى التسمية اليكم بعض الاسماء التباوية  وترجمتها ومعناها باللغة العربية...


- وردقو (وردكو): يتكون من مقطعين، ور: أي القوي، دقو (دكو): أي الحفيد، والمعنى حفيد الأقوياء.

- اللهوزة: كلمة من مقطعين وهما، اللـه، وكلمة هوزة، ومعناها المساعدة أو الإغاثة، والمعنى: الذي أغاثه اللـه، ويقابله: غيث اللـه.

- قرقي: أي اجتماع.

- امربو: أي رجل كبير.

- وهلي: ويطلق هذا الاسم على الرجل الأبيض أو العربي، ومثله كذلك اسم: ملكني، مولي، شو، وكلها تدلّ على لون البشرة.

- يسكي: ويطلق على الرجل الأسود.

- مَيْنا: ويطلق على الرجل النبيل ذي المعنويات المرتفعة.

- كوني: أي مسرور،

- وجي: أي الطويل.

- أرزي: أي الرزق.

- هوديي: أي البحر، ويشبَّه به الرجل لسخائه وكرمه.

ومن أسماء النساء:

- هردة: أي أم الخير أو خيرية.

- بودي: أي كريمة.

- سغوية: وتطلق على التي ماتت أختها الكبرى قبل ولادتها.

- كلاي: وتطلق على شيء ذي طعم حلو مثل العسل أو السكر.

- بلي: أي نبيلة.

- درايا: أي ابنة العظماء.

#منقوله

upload.jpg

دعوة لحضور عرس الشيطان فى كازراه


 مقدمة: منطقة كازراه هى منطقة تقع بين القطرون وتجرهى فى اقصى الجنوب الليبى وهى منطقة غنية باشجار النخيل والطلح والاتل كانت فى غابر الازمان منطقة سكنية ورعوية لسكان التبو وكانت محطة واستراحة لمن اراد السفر جنوبا الى تجرهى او شمالا الى مدروسة والبخى حتى القطرون ؟نسجت الكثير من الاساطير حول هذه المنطقة وعرف عنها بانها منطقة مسكونة بالشياطين تناقلها العديد من سكان المنطقة حتى لايكاد عابر بها  الا ويحكى حكاية  شاهدها او سمع عنها.؟

يحاول الادب التباوى المستوحاه من الثرات  ان ينقل لنا صورة عن هذه المنطقة وما ينسج عنها من قصص:  

660.JPG


الجزء الاول...
------------------------------------------
فى عصر ذلك اليوم من ايام صيف" زلا" أو فزان و فى دفء احضان وادى الحكمة فى اقصى الجنوب الليبى ما كان ممكن الترحال والسفر الا على ظهور الابل, الشمس تستأدن بالمغيب وقد اخدت اشعتها والتى تميل الى الحمرة فى الاختفاء ,تاركتا ما تبقى من اشعتها تتسرب من وراء اشجار النخيل والتى تطل علينا من ناحية الغرب وكأنها هى الاخرى تستأدننا بالرحيل , حيث بداء ظلام الليل يزحف ببطىء على تلك البقعة من الصحراء حاملا معه السكون والهدوء , لا يكسر هدوءها الا اصوات رغاء الابل واصوات الرجال وهم يحملون ظهور الابل باكياس الدقيق والتمر.
الكل منهمك فى الاستعداد للرحلة حيث سادت الفوضى المكان حتى لا تكاد تعرف من بين الرجال من هو دليل هذه القافلة , هناك عند طرف الساحة رجل قصير القامة ضعيف البنية اللتحف بقطعة قماش فوق رأسه يكبراضعاف حجم رأسه يجلس وهو يحمل ابريق ماء استعدادا للوضوء, انه "كوريمى" واصل الاسم "كورى" حيث اضيفت الميم للتصغيرللدلالة على قصر قامتة.
كوريمى ..رجل رسم الزمن على وجهه كل علامات قسوة الصحراء ومقارعة المستحيل , تستطيع ان ترى ذلك حتى فى عينيه ,فعلامات تحدى الزمن والذى لازال يلاحقه للنيل منه بارزة فى نظراته, وقف "كوريمى " ليعطى اشارة انطلاق الرحلة مشيرا بيده وقد لف مسبحته الطويلة عليها وهو يصيح للرجال "هيا".
انطلقت الرحلة نحوالجنوب وذلك قبل آذان المغرب بقليل, لا يعترض طريقها سوى اشجار الطلح والنخيل والتى تملاء الوادى حيث تنعرج الطريق وتنعرج معها القافلة كل ما صادفها اشجار النخيل او الطلح, وبعد مسير غير طويل وبينما اختفت الشمس تحت افق بعيد توقفت القافلة لاداء صلاة المغرب , ووقفنا لاداء الصلاة خلف كوريمى, وبعد اتمام الصلاة رفع يديه الى السماء ليناجى ربه وهو يدعوه بعبارات اختلطت فيها اللغة العربية بالتباوية حتى لا نكاد نفهم معناها ولكننا قرأنا جميعا فى نهايتها سورة الفاتحة وروجنا من الله الاستجابة والتوفيق فى رحلتنا هذه بقول"آمين" ..

كيف وصف هيرودوت سكان تازر قبل 460عام قبل الميلاد؟

th.jpg

هيردوت مؤرخ إغريقى عاش فى القرن الخامس قبل الميلاد.
قام بزيارة ليبيا فى عام 460 قبل الميلاد من أشهر مقولاته (من ليبيا يأتى الجديد)
و عند زيارته لتازر لما يعرف اليوم بالكفرة قام بوصف من يسكن تلك بالبقعة بهذا الشكل: بأنهم ذوو بشرة ليست سوداء تماماً، إلا أنها شديدة السمرة، وقوامهم متوسط الطول ونحيل البنية وسواعدهم مفتولة ومشيتهم سريعة رشيقة. عيونهم بها شرارة ذكاء وفطنة طبيعية، شفاههم غليظة وأنوفهم فطساء وليست بكبيرة، شعورهم طويلة جداً ولكنها أقل تجعداً من شعر الأفارقة الآخرين.
يا ترى من هولاء نرجو الاجابة يا متابعين الصفحة.